قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع"، وهنا خاطب النبي صلى الله عليه وسلم ولي الصبي، سواء أكان أبا أم جدا أم وصيا أم قيما بأن يأمر الصبي بأداء الصلوات بعد بلوغ سن سبع سنين وضربه على تركها بعد عشر سنين، ولا يخفى ما في هذا الأمر من فوائد تعود على الولي وعلى الصبي وعلى الناس جميعا، طالما أن الصلاة هي عماد الدين، ويكون خير هذا الأمر على الولي بإحراز ثواب الائتمار بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، أما الصبي فيكون خير هذا الأمر عليه بأن يعتاد على الصلاة، فينشأ وقلبه معلق بالمحافظة عليها، ويكون ذلك أدعى إلى عدم تضييعها متى بلغ سن التكليف، وأما فائدة هذا التأديب والحرص على إقامة الصلاة على الناس فيكون بتكوين المجتمع الصالح الذي يأتمر بنظام واحد، ومن أسبابها ما ذُكر بأنه يُرجى خير الفرد على العباد ويقل شره، ويظهر ذلك جليا للمتبصر في قول العليم الحكيم جل شأنه "إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر"، ولا يخفى أيضا ما في الصلاة من الفوائد الصحية التي منها ما يعود على الجسم من النشاط عقب الغسل والوضوء اللذين يدعو لسان حالهما إلى تنقية الباطن من دون الحقد والحسد وغير ذلك مما يضر بالنفس الخالدة، كما يعود على الجسم بأعظم فائدة صحية ألا وهي الحركة من قيام وركوع واعتدال وسجود وغير ذلك، مما يقوي العضلات، ويدلنا الحديث على أن صلاة الصبي بعد أن عقل صحيحة، حيث قال الإمام «الشافعي» رحمه الله تعالى "على الآباء والأمهات أن يؤدبوا أولادهم ويعلموهم الطهارة والصلاة ويضربوهم على ذلك إذا عقلوا، فمن احتلم أو حاض أو استكمل خمس عشرة سنة لزمه الفرض"، وروى «ابن عباس» رضي الله عنهما أنه قيد «عكرمة» على تعليم القرآن والسنن والفرائض، وقال «ابن عمر» رضي الله عنهما "أدب ابنك فإنك مسؤول عن ولدك ماذا علمته، وهو مسؤول عن برك وطواعيته لك"، وقال الله تعالى «يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا»، وفي تعليمهم أحكام الدين وشرائع الإسلام قيام بحفظهم من عذاب النار، كما يفيد الحديث أنه ينبغي أن يفرق بين الصبيان في المضجع بعدما بلغوا عشر سنين، لأنها سن يحتمل فيها البلوغ.