نزل إلى الأكشاك بالعراق العدد الجديد من مجلة "مدارك" الفصلية الثقافية التي يرأس تحريرها الإعلامي «سعدون محسن ضمد»، وتضمّن العدد ملف "الأخلاق، هاجس وجود الأمة وأداة بناء حضارتها" حيث احتوى فعاليات الندوة التي أقامتها المجلة تحت عنوان "الأخلاق والدين، بين ثبات المعايير الغيبية وتجدد الحاجات البشرية". شارك في الندوة الباحثون «أحمد عبد الحسين»، «عبد الرزاق الجبران»، «أحمد القبنجي» و«سعدون محسن ضمد» الذي افتتح الندوة بالقول "هذه الندوة معقودة كمفتتح للأخلاق والدين الذي تحاول مجلة مدارك أن تعالج من خلاله جدل المعايير الغيبية والحاجات البشرية"، وطرحت المجلة آراء جريئة جداً في مسألة الدين والأخلاق والحجاب، ومن مواضيع الملف ما كتب «وليد عبد الله» تحت عنوان "تعميم أخلاق العبودية، أخلاق العبيد وبناء ديكتاتوريات الربوبيين، المجتمع العراقي المعاصر أنموذجا"، حيث اعتبر أن موضوعه هو مشروع أولي لمراجعة الكثير من المفاهيم والأفكار والحقائق التي ظهرت في فترات مختلفة، وتناول أخلاق العبيد والأخلاق الإنسانية، وكتب الباحث «محمد كاظم الحميدواي» عن "الدين والأخلاق، جدل الثابت والمتغير" وكتب «علي محمد اليوسف» عن "خراب بلد وانهيار أمة، أسباب تردي الأخلاق والسلوك في المجتمع العراقي" الذي عزا تردي الأخلاق في مجتمعه إلى سببين هما: العامل الديني/السياسي والعامل السياسي/الشعاراتي، وكتب الإعلامي «محمد غازي الأخرس» بحثاً حول "العبث بالخبز الحرام، من أجل العثور على الطوطم والتابو في لاشعور الطائفة وأخلاقها" ومن الدراسات التي نشرت في المجلة دراسة تحت عنوان "مستوى الأفكار اللاعقلانية لدى معلمي المرحلة الابتدائية"، كتبه «فاضل جبار الربيعي»، وكتب «سعدون محسن ضمد» "أرباب ومدافن أو، الدين كما تفهمه الأنثروبولوجيا" الذي يرى أن علم الأنثروبولوجيا يتقاطع دائما مع التدين والسبب هو أن العلم يدرس حضارة الإنسان، والدين مفردة من مفردات الحضارة، الأمر يُمكّن الباحث في الأنثروبولوجيا من نقطة مراقبة تكون دائماً فوق حضارة المجتمع الذي يدرسه، وتضمّنت المجلة حوارا موسعاً مع البروفيسور «ميثم الجنابي» أجراه «يوسف محسن» وفي المجلة العديد من المواضيع الأخرى، منها عروض وقراءات للكتب وترجمات، وللإشارة مجلة "مدارك" فصلية تهتم برصد القضايا المثيرة للجدل وتدخل الطابو في المشهد الثقافي العراقي، خصوصا الطابو الديني، حيث كثيرا ما تحتضن صفحاتها ملفات ساخنة يمكن تصنيفها في قائمة أبحاث الحداثة برؤيتها اللبرالية.