صدر في حلّة متميزة العدد الثاني والثلاثون من المجلة الجزائرية الشاملة ''المنار العربي''، الصادرة عن الطبعة العصرية بمدينة الوادي. تناولت المجلة في عددها الجديد هذا العديد من المواضيع المطروحة حالية على الساحة السياسية والاقتصادية والثقافية والفنية والرياضية.. من خلال مناقشتها بأسلوب إعلامي أكاديمي يهدف إلى تزويد القراء بكل ما هو جديد على الساحة الوطنية بمختلف اتجاهاتها. ولعل أهم المواضيع التي تستوقف القارئ وهو يتصفح العدد هو الملف الذي نشر في الصفحة 11 من المجلة والذي يتناول موضوع حكم نزع الحجاب. ويستند معدّ الملف ابوبكر عبد الصمد في ورقته على القاضي عياض الذي يرى بان تغطية الرأس والشعر بالنسبة للمرأة ليست واجبة وأن الأصولية في مطلع الثمانينيات مسؤولة عن توظيف الحجاب كرمز سياسي. فيما يحذر رئيس جمعية العلماء المسلمين الشيخ شيبان، حسب ذات الورقة، من تأثر الجزائر بعلمانية تونس وهو يدافع عن قدسية حجاب المرأة المسلمة، مؤكدا بان الحجاب فرض على المرأة بالكتاب والسنة مما بغلق باب الاجتهاد. كما يتضمن الملف تحديدا دقيقا لمواصفات الحجاب الشرعي وشروطه مستدلا برأي الشيخ عرعور السوري الذي يحدد من جهته قواعد الوسطية في الإسلام. من جهة أخرى وضمن أبرز تغطيات المجلة للنشاط الثقافي بولاية الوادي خصص العدد ضمن الصفحة 13 ورقة تتضمن موضوع الندوة الفكرية الثامنة التي ظنمت تحت إشراف الرابطة الولائية للفكر والإبداع تحت عنوان ''الخطاب الديني بين الغلو والاعتدال''. وتنقل الورقة قارئها إلى لبّ الموضوع من خلال أهم ما جاء ضمن مداخلات الأساتذة الذين نشطوا الندوة وفي مقدمتهم رئيس الرابطة بشير خلف الذي يعتبر بان الخطاب الديني أصبح مادة أساسية في مختلف الأصعدة داخليا وخارجيا، وأن الخطاب الديني المعاصر يعيش وضعا مأزوما وغير متصالح مع روح العصر ومتطلباته. وقد سلطت التغطية الضوء على محاور ذات صلة بموضوع الخطاب الديني من حيث مفهومه وخصائصه وأزمة الخطاب الديني المعاصر والخطاب الديني ومسألة الحوار.. من جهة أخرى وضمن ندوة المنار العربي تعرضت المجلة إلى واحد من أهم مواضيع الساعة ويتعلق الأمر بنقاش موضوع ''المدرسة والمجتمع.. أدوار متكاملة''. وإثراء للموضوع استضافت المجلة عددا من المشتغلين في قطاع التربية على غرار عبد الكمال غربي وهو مستشار رئيسي في التوجيه المدرسي والذي تحدث عن وظائف المدرسة مستعرضا مختلف الآراء الفكرية التي اختلفت حول الموضوع بين من يعتبر المدرسة مصعدا من المصاعد الستة ومن يعتبرها أداة ايديولوجية لجماعة ما وبين من يقول إنها أداة لبلورة القيم وإعادة إنتاجها.. ليصل المتحدث للجزم بأن المدرسة ليست إلى وسيلة لتدجين وتقييد الفرد وتكييفه حسب متطلبات الدولة والمجتمع. وفي الصفحة الفنية تنشر المنار العربي حوارا مميزا مع نجمة الدراما السورية الأولى منى واصف التي تبوح لسعاد صحراوي معدة الحوار، بالكثير عن بدايتها الفنية وعن علاقتها بالجزائر وحبها للجزائريين. ولم تفوت المجلة إفراد صفحة رياضية خاصة ضمن عددها هذا والتي تناولت فيه خلافات الرياضية الجزائرية المصرية، إلى جانب مواضيع رياضية أخرى تنشر تحت عنوان ''المنار العربي تنفرد بأخبار رياضية هامة''. وللإشارة فإن العدد الثاني والثلاثين من مجلة ''المنار العربي'' يتضمن مواضيع مهمة أخرى خاصة منها الاجتماعية والثقافية والفنية، حيث بنشر العدد الكثير من الحوارات الحصرية مع عديد الشعراء والفنانين والمثقفين الجزائريين على غرار الشاعر الكبير لخضر السائحي.