من أي باب أدلف، تحملني الخطى إلى تراث حكايتنا، كم يلزم الأرض لتنال طهر المطر، كم يلزم ارتعاش يدي لتبرأ من تشرين أحزاني. حين يتأخر المطر ألون شهوة الموت خلف الطرقات القديمة، أرنو إلى البعيد المرتفع من سماء تمتد زرقة، يحجب قلبها موت يحتفي بهدهدة الأيام، وصوت يزحف في زوايا المدينة، بيني وبينه تراتيل من سورة (تبارك) وصومعة تغرق في دم الطرقات. ما عدت أتصفح غير مرايا، ما أفصحت عن نبوءات المساء المسافر، الليل يغزل من روحي اتساع الجوانح، وظلي يبحث عن غيض نبع يرويه من نزف التمني. أستفيق حين تفيض الذاكرة دمعا على... (أمس انتهينا فلا كنا ولا كان يا صاحب الوعد خلّ الوعد نسيانا طاف النعاس على ماضيك وارتحلت حدائق العمر بكيا فاهدأ الآن) جمعت قصاصات قلقي، وجهي يحاصره برد الموانيء، تفر فراشات الحلم من أعشاش الزمان المتهاوي نحو صفحات النسيان، أستدير... ليس بيني وبينك غير صلاة تهجد نشيع فيها نشيج الشتاء، ثمة في الكلام عند حاشية الطفولة سأكبر... في قصة البعد، في غيمة تتربص بهطول الفجر سأكبر في يد الله كفا تمسح من مقلة الحب رثاء، وأدحرج الأرض إلى هوامش السماء كي لا يشهق الموت في عيني منفى لا تعتذر عن مواعيد تقتل فينا انزياح اللحظة، فإني رأيتك في القلب رجلا يسعى. - تقدس لألج بك مدن الخلود، وكن دمعي أكون لك العين. - ضمني إليك مرتين أرتعش نجوما من اكتئاب السماء - واحتويني ريثما أتكىء على قلبك كي لا ينام.