نعني بالأحاديث القدسية تلك الأحاديث المُطهرة والمُنزهة وهي صادرة من الله سبحانه وتعالى والتي أخبرها للرسول صلى الله عليه وسلم بواسطة أمين الوحي «جبريل» عليه السلام أو إلهاما أو مناما، ومن بعض الأحاديث القدسية يمكن أن نذكر قول النبي الله صلى الله عليه وسلم وهو يحكى عما صدر عن الله عز وجل "إن الشيطان قال: وعزتك يا رب لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم، فقال الرب: وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني"، "يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة، "ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلى مما افترضته عليه"، "ما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشى بها وإن سألني لأعطينه وإن استعاذ بي لأعيذنه"، ومن الأحاديث القدسية أيضا "إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل: إني أحب فلاناً فأحبوه، فيحبه جبريل وأهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا ابغض الله عبداً دعا جبريل: إني أبغض فلاناً فابغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادى في أهل السماء إن الله يبغض فلاناً فيبغضونه، ثم يوضع له البغضاء في الأرض"، رواه «مسلم»، ومثلها قول الله تعالى في الحديث القدسي "أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً وإن أتاني يمشى أتيته هرولة"، رواه «البخاري»، وفي حديث آخر نتابع وصف النبي صلى الله عليه وسلم "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر، يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له"، رواه «البخاري» و«مسلم»، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه "إذا أراد عبدي أن يعمل سيئة فلا تكتبوها عليه حتى يعملها، فإن عملها فاكتبوها بمثلها، وإن تَرَكَها من أجلي فاكتبوها له حسنة، وإذا أراد أن يعمل حسنة فلم يعملها فاكتبوها له حسنة، فإن عملها فاكتبوها له بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف"، رواه «البخاري».