أكد المشاركون في اليوم الوطني التحسيسي حول مرض القصور الكلوي بغليزان على ضرورة وضع إستراتيجية فعالة للتكفل بالمرضى المصابين بهذا الداء، وأبرز المتدخلون في هذا اللقاء المنظم بمبادرة من الفديرالية الوطنية لعاجزي الكلى، أن الإستراتيجية المنشودة للتكفل بمرضى القصور الكلوي يجب أن تتوافق مع مستجدات العصر وتعتمد أكثر في المعالجة عن طريق زرع الكلى سواء من الكائن الحي أو الميت لأن عمليات التصفية لم تعد بالحل الأنجع. وأشار بعض المتدخلين في هذا اليوم التحسيسي الذي حضره ممثلو الفديرالية الوطنية لعاجزي الكلى من مختلف ولايات الوطن وأطباء إلى أن الهياكل الصحية الوطنية تتوفر على الإمكانيات لتوسيع عمليات زرع الكلى وتلبية طلبات المرضى المتزايدة والتي لا تزال في قائمة الانتظار، وقد أوضح البروفيسور «أبركان عبد الحميد» الذي قدم مداخلة بعنوان "واقع زرع الكلى بالجزائر" أن هذه العمليات الذي شرع فيها بالجزائر منذ سنة 1986 تسير ببطء وتعترضها العديد من العقبات التي تحول دون إمكانية توسيعها لوضع حد لمعاناة المرضى بالقصور الكلوي الذين هم في تزايد مستمر، وتطرق بالمناسبة إلى العديد من العوامل التي من شأنها التشجيع على تكثيف عمليات زرع الكلى والمتعلقة بنوعية العلاجات وتطوير المستوى العلمي والتخصصي وزيادة التمويل إضافة إلى تحريك ثقافة المجتمع بخصوص مسألة التبرع بالأعضاء، ومن جانبه قدم رئيس مصلحة الجراحة الداخلية والزرع بالمركز الاستشفائي للبليدة مداخلة حول موضوع "زرع الكلى انطلاقا من المتبرع الميت" أكد من خلالها على أهمية اللجوء أكثر إلى نقل أعضاء من الأموات إلى المرضى، مبرزا أن تبرعات الأحياء لا تلبي سوى 10 بالمائة من احتياجات المرضى ويبقى الحل الوحيد لتلبية الاحتياجات المتزايدة للمرضى تبرع الأموات بأعضائهم، مشيرا أن تبرع ميت واحد يمكن أن ينقذ حياة أربعة مرضى ويحسن العمل الوظيفي لأجهزة عشرة مرضى آخرين، وفيما يتعلق بموقف الدين من عملية التبرع بالأعضاء أكد الشيخ «يوسف المهدي» ممثل وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في تدخله "أن هذا الموضوع قد تم الفصل فيه والأمر منتهي بشأنه، مبرزا أهمية دور الأئمة في إشاعة الثقافة الدينية بخصوص هذه المسألة، مشيرا من جهة أخرى إلى الحاجة في إقامة بنك للأعضاء المتبرع بها حتى يتم تلبية الاحتياجات المتزايدة للمرضى، وقد كان هذا اللقاء فرصة للمدير العام للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي للحديث عن مرافقة هذا الأخير في التكفل بالمرضى، حيث أشار إلى أن الصندوق يتكفل بتمويل علاجات 7200 من مرضى القصور الكلوي على مستوى 103 عيادة عبر الوطن ويساهم سنويا بما قيمته 38 مليار دج تدفع كاشتراكات بشكل جزافي لتمويل المستشفيات للتكفل بالقصور الكلوي.