طمأن وزير التربية الوطنية «بوبكر بن بوزيد» أمس بالجزائر العاصمة، التلاميذ وأوليائهم بأن الوقت الذي ضاع منهم خلال فترة الإضراب التي عاشها قطاع التربية مؤخرا سيتم استدراكه دون حشو بيداغوجي أو تسرع في إلقاء الدروس. وقال الوزير خلال لقاء تشاوري جمعه بالنقابات الوطنية المعتمدة في قطاع التربية، بأن الجميع اتفق على ضرورة استرجاع ما ضاع من الوقت شريطة أن يتم ذلك بانتظام مع مراعاة عدم الحشو البيداغوجي والتسرع في إلقاء الدروس، كما شدّد في السياق ذاته على ضرورة عدم استعمال يومي الثلاثاء مساء والسبت لاسترجاع ما ضاع من الدروس، وأكد «بن بوزيد» على عدم استعمال العطل الفصلية في الدراسة باستثناء الأربعة أيام الأولى من العطلة الشتوية "الأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء" التي ستخصص فقط لإجراء امتحانات الثلاثي الأول الخاصة بأقسام البكالوريا، وبعد أن أبرز أن مصلحة التلميذ تأتي في المقام الأول، أشار الوزير إلى أن اللجنة الوطنية لمتابعة تطبيق البرامج والتي تشتغل إلى غاية يوم 25 ماي المقبل هي التي تقرر عتبة الدروس التي يتم التوقف عندها ليتم على إثرها ضبط مواضيع أسئلة امتحانات البكالوريا، وبعد أن شدّد على أنه سيسهر شخصيا على السير الحسن للدراسة بالنسبة لتلاميذ السنة الثالثة ثانوي، طمأن «بن بوزيد» بأن أسئلة امتحانات البكالوريا لدورة 2010 لن تخرج عن الدروس التي تلقاها التلاميذ خلال السنة، وفي سياق التدابير المتخذة من قبل الوزارة لاستدراك التأخر في الدروس الناجم عن الإضراب فإن تأجيل اختبارات الثلاثي الأول بالنسبة لكل أقسام السنة الثالثة ثانوي سمح باستغلال هذا الأسبوع لمواصلة الدروس انطلاقا من المستوى الذي توقفت فيه، وذكر الوزير بأنه بالاتفاق مع النقابات فسيتم أيضا استغلال يومين من عطلة الشتاء الثانية من ال11 إلى ال16 فيفري 2010 ويومين آخرين من عطلة الربيع الثانية من ال29 أفريل إلى ال4 ماي 2010 في استدراك الدروس فيما سيتم تحديد الأيام الأخرى دون اللجوء إلى يومي السبت والثلاثاء مساء. ومن جهة أخرى جدد وزير التربية الوطنية التأكيد على اللجوء إلى دروس الدعم والدروس المحروسة التي ستبقى اختيارية ولا علاقة لها بدروس استرجاع ما فات خلال فترة الإضراب، مؤكدا أن المؤسسات ستفتح أبوابها للتلاميذ بداية من الساعة الخامسة مساء، ومن جهة أخرى انصبت اقتراحات ممثلي النقابات الوطنية في تدخلالتهم حول كيفيات استغلال أيام الدراسة لاسترجاع الدروس داعين إلى ضرورة إعطاء تعليمات صارمة لمديري التربية لتطبيق ما تم الاتفاق عليه خلال هذا الاجتماع، وأكد ممثلو النقابات في السياق ذاته بأنهم أيضا معنيون بمصلحة التلاميذ معربين عن استعدادهم لبذل المجهودات اللازمة التي تكفل توفير شروط التحصيل البيداغوجي في أطره العلمية والنظامية، كما كشف الوزير في تصريح على هامش الاجتماع، أنه بالنظر إلى تزامن امتحان شهادة البكالوريا مع أول مباراة للمنتخب الوطني لكرة القدم في إطار نهائيات كأس العالم لكرة القدم بجنوب إفريقيا فإن الوزارة وبالتشاور مع النقابات الوطنية والفدرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ ستعمل جاهدة لإيجاد حلول تجنب التلاميذ معايشة هذا الحدث الوطني الهام في فترة امتحانات مصيرية مشيرا إلى أنه سيتم التوصل إلى الحلول المناسبة في الآجال اللازمة.