كشفت التحقيقات الأولية للنيابة العامة المصرية في حادث اغتيال النائب العام هشام بركات، أن وفاته لم تكن نتيجة إصابته في الانفجار الذي ضرب موكبه، وإنما حدثت عقب نزوله مسرعا من سيارته المصفحة، إذ دهسته سيارة كانت تقف متربصة لقتله، وفق جريدة "الوفد"، الخميس. ونقلت الصحيفة عن سائق النائب العام ناصر رفعت أنه قال في التحقيقات التي أجريت معه أمام النيابة حول اغتيال بركات، صباح الاثنين بميدان الحجاز بمنطقة مصر الجديدة، إنه فوجئ بمحاولة تفجير الموكب بواسطة سيارة مفخخة كانت تقف على جانب الطريق، وإن الانفجار أصابه ببعض الإصابات الخفيفة. وأضاف أنه خشي على حياة النائب العام، فنزل من السيارة مسرعا متجها إلى النائب العام لمساعدته على النزول من سيارته، وكان مصابا ببعض الجروح، إلا أنه نزل على رجليه، مضيفا: "بعد ذلك فوجئت بسيارة كبيرة أسرعت باتجاه النائب العام، ودهسته، فجريت مع الحرس لإنقاذ النائب العام الذى سقط أرضا وسط بركة من الدماء". وعن نوعية السيارة ورقمها، أجاب السائق بأن السيارة فرت هاربة وسط حالة الفوضى التي أحدثتها التفجيرات. وأكد أن النائب العام نزل من سيارته مترجلا، لإصاباته بجروح بسيطة إثر الانفجار، وطلب من الحرس الخاص به نقله إلى المركز الطبي العالمي، إلا أنهم فوجئوا بسيارة مجهولة تصدمه، ما تسبب في قطع ذراعه، وتهشيم عظام وجهه بالكامل، فقرر الحرس نقله إلى أقرب مستشفى لسرعة إسعافه، وبالفعل تم نقله إلى مستشفى النزهة الدولي، وتوفي هناك عقب ساعة من وصوله. وأمرت النيابة بسرعة ضبط السيارة التي دهست النائب العام، وتحديد رقمها، وتفريغ جميع الكاميرات التي صورت الحادث، كما ناشدت المواطنين تقديم الفيديوهات التي صورها بهواتفهم لمساعدتهم في تحديد هوية المتهمين، وسرعة القبض عليهم. ويتطابق ما نشرته صحيفة "الوفد"، مع ما نشرته صحيفة "الوطن"، التي قالت، الخميس، إن نيابة النزهة استمعت لأقوال 19 من شهود العيان في الحادث الذي أسفر عن اغتيال المستشار هشام بركات بسيارة مفخخة في شارع مصطفي مختار بمنطقة النزهة. ووفق "الوطن"، أقر الشهود، وهم من أصحاب المحال التجارية وحراس العقارات وسكان المنطقة، أن موكب النائب العام يمر يوميا من شوارع سلمان الفارسي ومصطفي مختار وعمار بن ياسر عقب تحرك الموكب من أمام منزله قرابة الساعة العاشرة صباحا، وفي يوم الحادث وبالتحديد في الساعة التاسعة و55 دقيقة، فوجئوا بسماع صوت انفجار هائل أحدث حالة من الذعر لدى سكان المنطقة. وأضاف شهود العيان في التحقيقات أنهم عندما أسرعوا إلى نقطة التفجير عقب مرور قرابة خمس دقائق بعد هدوء الموجة التفجيرية، شاهدوا بركات مصابا في وجهه، والدماء تسيل على جاكيت بدلته، كما كانت الدماء تسيل من كتفه اليمنى، الأمر الذى يظهر أنه أصيب بإصابة بالغة، وأوضحوا أنهم شاركوا في استخراجه من سيارته، ونقله إلى سيارة أخرى، وبعدها تحرك سائقه به إلى مستشفى النزهة الدولي لإسعافه. وأوضح الشهود أن النائب العام لم يكن فاقدا للوعي أثناء نقله من سيارته إلى سيارة أخرى، وأنه كان منتبها لما يحدث حوله، وأن الإصابات التي لحقت به لم تجعله يقوى على التحدث مع أحد أثناء نقله إلى سيارة أخرى أحضرها أحد الأشخاص، واستقلها سائقه الذى ساعدهم في استخراجه من السيارة عقب الحادث. ونقلت "الوطن" عن مصادر أنها كشفت أن طاقم الحراسة لم يتخذ أي إجراءات تمويه بتغيير خط السير من وقت لآخر، مضيفة: "الغريب أن جميع حراس العقارات وأبنائهم يعرفون منزل النائب العام، ويعرفون أيضا أن موكبه يمر يوميا من هذا المكان"، الأمر الذى يوضح مدى الخطورة المحتملة التي مرت مرور الكرام على الأجهزة الأمنية حتى حدثت الكارثة، وكان ينبغي عليها التعامل مع تلك المعضلة، وإيجاد حلول فورية لها قبل أن تقع الكارثة. وكانت الرواية الرسمية التي أذاعتها وزارة الداخلية للحادث تقول إن النائب العام قتل جراء تفجير سيارته، في حادث تفجير، فيما ألمح رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، إلى اتهام الرئيس الشرعي محمد مرسي، بأنه أعطى إشارة القتل للنائب العام من "القفص".