تصاعدت تداعيات فضيحة عملاق صناعة السيارات الألمانية "فولكس فاجن"، وانهارت أمس أسهم الشركة في بورصة فرانكفورت، بينما أصبح من المؤكد أن رئاسة مجلس الإشراف والمراقبة على الشركة ستعقد غداً الأربعاء اجتماع أزمة؛ لبحث تداعيات وملابسات الفضيحة. ومن المنتظر أن تجري رئاسة مجلس الإشراف والمراقبة مشاورات حول التداعيات المترتبة على تلاعب أكبر شركة سيارات أوروبية في نسب العوادم، حسب ما أعلنت وكالة الأنباء الألمانية "د ب أ". ونقل موقع "بوابة الأهرام" عن مصادر وثيقة الصلة بشركة "فولكس فاجن" أن بعضاً من أعضاء مجلس إدارة الشركة قد يضطر إلى تقديم استقالته جراء هذه الفضيحة. وكانت بوادر الفضيحة قد انفجرت الأحد، حينما اعترفت "فولكس فاجن" الألمانية بصحة تقارير إعلامية وبيئية تتهم الشركة بالتلاعب في نسبة وقيم العوادم المنبعثة من محركات سياراتها التي تعمل بالديزل في الولاياتالمتحدة، خلال اختبارات روتينية للسيارات قبل طرحها في الأسواق. وتجري وكالة حماية البيئة الأمريكية تحقيقاً ضد الشركة بتهمة انتهاك قانون حماية المناخ الأمريكي، وفي حالة إثبات التهمة فقد تضطر "فولكس فاجن" إلى دفع تعويضات وغرامات تصل إلى 18 مليار يورو. وفي ألمانيا يسود التوتر والقلق في كل شركات السيارات الألمانية التي حققت ازدهاراً تاريخياً خلال العام الماضى؛ خشية أن تصيب الفضيحة كل ما صُنع في ألمانيا، كما أبدت حكومة المستشارة أنجيلا ميركل قلقها الشديد من اهتزاز ثقة المستهلكين من شتى أنحاء العالم في عبارة "صُنع في ألمانيا" التي تحظى بثقة عالية جداً منذ ستينيات القرن الماضي. ودعت الحكومة الألمانية شركات صناعة السيارات الكبرى في ألمانيا إلى تأكيد عدم تلاعبها في اختبارات الانبعاثات الغازية لسياراتها في أعقاب الفضيحة، كما دعت الحكومة الشركات إلى تقديم "معلومات يُعتمد عليها" إلى هيئة النقل الاتحادية الألمانية؛ من أجل التأكد من عدم وجود أي تلاعب في نتائج اختبارات عوادم السيارات، وذلك طبقاً للمتحدث الرسمي باسم وزارة البيئة الألمانية. وجاءت تصريحات نائب "ميركل" وزير الاقتصاد زيجمار جابريل لتؤكد قلق ومخاوف الحكومة الألمانية من تداعيات الفضيحة على الاقتصاد الألماني، حيث انتقد بشدة تلاعب شركة "فولكس فاجن" في نتائج اختبارات الانبعاثات السامة على عدد كبير من سياراتها في الولاياتالمتحدة، وأكد أن هذه الفضيحة "تشكل واقعة سيئة". وأضاف أن هناك بالطبع مخاوف من أن تتعرض سمعة صناعة السيارات الألمانية للضرر بسبب هذا الحادث، ولكنه استدرك قائلاً: "إننى على يقين من أن الشركة سوف توضّح ملابسات الواقعة سريعاً، وستتدارك الأضرار التي يمكن حدوثها"، مشيراً إلى أن عبارة "صُنع في ألمانيا" هي عبارة تدل على أعلى جودة على المستوى العالمي.