تمكّن شاب جزائري لا يتعدى عمره 21 سنة من اختراع ثلاث طائرات بدون طيار بإمكانات بسيطة جدا معظمها من بقايا الأجهزة الالكترونية والمنزلية. وأضحى سفيان دحو مثالا حقيقيا يُلخّص نموذجا من النجاح المقترن بالأسى بسبب تهميش السلطات الجزائرية لاختراعاته في وقت يعاني فيه من ظروف اجتماعية صعبة جدا. ويؤكد سفيان ابن مدينة مستغانم (334 كلم غرب الجزائر) في مقابلته مع "العربية.نت"أنه استطاع أن يخترع طائرته الأولى التي تقلع من مربع عمودي مثل الهيليكوبتر من مخلفات جهاز تلفزيون وراديو وبعض الأجهزة الأخرى إضافة إلى البلاستيك. وتستطيع هذه الطائرة التي تعمل كغيرها بواسطة آلة تحكم عن بُعد أن تحلق إلى ارتفاع 300 متر. ويتمثل الاختراع الثاني للشاب سفيان دحو في طائرة بدون طيار من نوع "ميغ"، وتقلع هذه الطائرة أفقيا وتتميز بأجنحتها البلاستيكية المصنوعة يدويا وتستطيع هذه الطائرة أن تحلق لمدة 20 دقيقة بواسطة بطارية ويمكن أن تحلق أكثر حسب سفيان إذا تم تدعيمها ببطارية أخرى. ويتمثل الاختراع الثالث في طائرة بدون طيار تدعى "الشبح"،وهي حاليا قيد التجريب، وتستعمل هذه الطائرات مدنيا وعسكريا. ويقاوم سفيان ظروفه الاجتماعية الصعبة بعد أن سُدّت في وجهه أبواب المسؤولين في الجزائر، ومن بقايا الأجهزة الكهربائية المنزلية يرفع سفيان التحدي في كل مرة وفي رصيده اختراعات عديدة منها جهاز استشعار يتم تركيبه في رافعة الحاويات حيث يُمكّن هذا الجهاز من استشعار الحركة تحت الحاويات المرفوعة وخاصة الإنسان وبفضله يتم تفادي حوادث مميتة في الموانئ وغيرها (سقوط الحاويات على العمال وغيرها). ومن خلال بيع الحلويات التقليدية في شوارع مدينة مستغانم يتمكن سفيان من تأمين بعض قطع الغيار المستعملة لانجاز اختراعاته بينما يحلم في أن يتم تبنيه مثلما تم مع المراهق السوداني أحمد محمد حسن الصوفي، مخترع الساعة. ولا يغادر تفكير هذا الجزائري الشاب مشروع إختراع طائرة تدريب الطيارين. ومع أنه يملك الإرادة والتحدي لتحقيق أمانيه غير أن أحلامه تطير أحيانا حين يرمق واقعه المزري بعين اليأس وبينما تتفاءل العين الأخرى ربما بغد أفضل.