مع تنامي ظاهرة الإرهاب باسم الدين الإسلامي حول العالم، وبعد ظهور تنظيمات تدّعي أنها تمتلك مفاتيح "الإسلام الصحيح"، ولاسيما تنظيم داعش الإرهابي، نشرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، مقالاً للكاتب الصحافي بويان فخري تحت عنوان "لست مضطراً للبحث بعيداً لإثبات أن الإسلام دين سلميّ فالإجابة تجدها في القرآن نفسه". ووفقا لموقع 24 الإماراتي جاء في المقال "يدعي هؤلاء الإرهابيين أنهم يحملون رسالة الإسلام الصحيحة، التي تبرر جرائمهم الفظيعة من ذبح وسبي واغتصاب وتفجير وغيرها، في الوقت نفسه، فإن غالبية المسلمين يدينون تلك الفظائع. ولكن مع ظهور فئة من الناس وخاصة في الدول الغربية التي شهدت هجمات انتحارية عديدة، تشكك وتتعاطف مع تلك التنظيمات الإرهابية، تساءل الكاتب، هل هم على حق؟ هل الدين الإسلامي دين خطير ويحض على الإرهاب؟". وقال الكاتب "للإجابة عن تلك التساؤلات، هناك أدلة عديدة من القرآن الكريم نفسه الذي يزعم الإرهابيون الاقتداء به، تثبت أن الإسلام لا يدعم الأعمال الإرهابية ولا يحض على القتل باسم الدين، وأن هناك أسباباً لشن حرب، وهناك أيضاً سبل يتبعها المقاتلون في الحرب للدفاع عن أنفسهم ودينهم ووطنهم، وهذا ما لا يفهمه أصحاب الفكر المتطرف". وطرح الكاتب 4 شروط واجبة على المسلم، وفقاً لتعاليم القرآن الكريم، أن يقتدي بها في حالة الحرب: 1- لا يمكن شن حرب استباقية دون أسباب واضحة سُمح للمسلمين بشن حرب في حالة الدفاع فقط، حيث يأتي ذلك كرد فعل في حال تم طردهم من منازلهم أو أراضيهم عنوة، وإذا ما تم تعرضهم لهجوم، فيمكن أن تكون هناك حرب دفاعية، ويمكن شن حرب أيضاً لنصرة المستضعفين في حال استغاثوا بالمسلمين. وحتى في المعارك والمشاجرات، وضع القرآن أطراً وقيوداً، فإذا عرض العدو سلاماً وجب على المسلمين وقف القتال فوراً، وفقاً لما جاء في سورة البقرة الآيات (191-193) "وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ۚ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ ۖ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ۗ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (191) فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (192) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ ۖ فَإِنِ انتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ (193). 2- لا يمكن التعدي على العدالة الإلهية فبالرجوع إلى الآية (190) من سورة البقرة "وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ"، أي الحق ينهي عن الاعتداء، فلا يقاتل مسلم من لم يقاتله أو يعتدي عليه. وبالتالي، فإن الأفكار التي ينشرها تنظيم داعش مثلاً، حيث يدعي أنه لا يوجد قيود وأسس في الحرب هي أفكار مغلوطة وتم تفسيرها وفقاً لمصالحه. 3- على المسلمين أن يعاملوا أسرى الحرب معاملة حسنة الإسلام دين رحمة وعدل، فأمر الله المسلمين أن يعاملوا أسرى الحرب معاملة حسنة، وجاء في الآية (6) من سورة الإنسان "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا"، فلا ينبغي تجويعهم وأذيتهم وضربهم ووضعهم في الأقفاص مثلما يفعل تنظيم داعش الإرهابي في الفيديوهات الدعائية الدموية التي ينشرها عبر الإنترنت. وأيضاً يجب على المسلمين إطلاق سراح السجناء بعد انتهاء الحرب، ولا يجب استعبادهم واستخدامهم كدروع بشرية. 4-لا يجب على المسلمين فرض معتقداتهم الدينية على أعدائهم فوفقاً للقرآن الكريم، الجهادي في سبيل الله هو من يجاهد في سبيل نشر كلمة الإسلام بالسلم، بحسب الآية (104) من سورة آل عمران "وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"، وهذا عكس ما يفعله أصحاب الأفكار المتطرفة والإرهابية. ويشير القرآن إلى أن من يختار الجهاد يجب ألا يسعى للعداء تجاه أصحاب المعتقدات والديانات الأخرى بل على العكس. وأنهى الكاتب مقاله "إذاً للقتال في القرآن غرض دفاعي. فلا يسمح المبادرة إلى الحرب وقتل الأبرياء. هذا هو الإسلام الذي يتبعه العديد من المسلمين حول العالم. وفي الأساس هو عبارة عن مبدأ توجيهي للعيش بسلام جنباً إلى جنب مع جميع الديانات الأخرى".