قال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ "يوسف القرضاوي"، إن" الفئة الضعيفة التي أرادت تغيير مسيرة الشعب التركي أخزاها الله أمام الجميع، ونهنئ أخانا الكبير رجب طيب أردوغان وإخوانه، ونبارك لهم هذا الانتصار، الذي حقق للشعب التركي آمالاً كبرى". وشدد القرضاوي خلال مقابلة على قناة "TRT العربية" (رسمية)، مساء السبت، على ضرورة أن يلقى الانقلابيون جزاءهم، قائلا " لا بد أن يقاضى كل إنسان بما فعل، وأن لا يتركوا بدون أي عقوبة، ونسأل الله أن يوفق الشعب التركي إلى ما يرنوا إليه، وعنده مشروعات كبرى، وهي أن تصل تركيا إلى إحدى البلاد العظمى في العالم". وأضاف أن تركيا "نجحت في السنوات الماضية، وستنجح خلال السنوات القادمة، ونحن معكم أيها الشعب ومع القائد العظيم، بكل ما نملك من أنفسنا وأولادنا وأموالنا، ونحن عشنا أمس (السبت) يوما من أيام الله العظيمة، أرانا فيها كيف يدير الأمور". وتابع القول " في كل يوم يكسب الشعب التركي مكاسب هائلة، وهاؤلاء (الانقلابيين) جاؤوا لإيقاف المسيرة العظيمة، لكن الله كشف مكرهم، وفضح أمرهم، وعرّف الشعب بهم، وسرعان ما قام أخونا الحبيب على شعبه - رجب طيب أردوغان - ليقول لهم توجهوا إلى الميادين والمطارات، وفي كل الأماكن التي يوجد بها تجمعات، ليقطع على هؤلاء السبيل". وأشاد القرضاوي باستجابة الشعب التركي لنداء أردوغان قائلا "كان الشعب عند هذا النداء، وحتى المعارضة فيهم، لأنهم رأوا أن بلدهم لا يجب أن يسقط بأيدي هؤلاء المجرمين، ونحيي المعارضين على موقفهم في هذه الفترة". وبين أن الشعب كله رفض هذا الأمر (محاولة الانقلاب)، بالإضافة إلى الشعوب العربية والإسلامية التي وقفت معه، بل حتى كل العالم الحر، وهؤلاء الظلمة (الانقلابيين) فاجأواهذا الشعب الحر، الذي يصنع كل يوم الآيات والمعجزات". وهنأ رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" الشعب التركي العظيم على وقفته الكبيرة من رجال ونساء وشيوخ، وفي كل ميادين تركيا، وكان لا بد لهذا الشعب أن ينتصر، على الذين جمعوا أنفسهم من هنا أو هناك، ليصنعوا شيئا ما هم ببالغيه أبدا، وما هي إلا ساعات حتى كان الشعب بلغ أمره وحدد هدفه، واستطاع أن يوقع هؤلاء، ونحمد الله أن الشعب التركي قد استطاع النصر على هؤلاء، لأن الله يقول " الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار"، وربنا أمر أن توصل الجماعات كالبنيان المرصوص وأن تشد بعضها بعضا، وأن تكون كالجسد الواحد". وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء يوم الجمعة، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع ل"منظمة الكيان الموازي" الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشرطين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة، وفق تصريحات حكومية وشهود عيان. وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة اسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.