أردغان يصف قادة الانقلاب بالخونة، واعتقال المئات من العسكريين المشاركين فيه ردود أفعال دولية متأخرة منددة بالعملية أعلنت السلطات التركية أمس فشل محاولة الانقلاب التي قام بها ليلة الجمعة إلى السبت مجموعة من ضباط الجيش، وقالت أن المحاولة خلفت مقتل وجرح المئات من الاشخاص، فيما تم اعتقال أكثر من ثلاثة آلاف شخص - حسب أرقام متضاربة بالنظر لتطور الأحداث من ساعة لأخرى- للاشتباه في علاقتهم بالانقلاب، بينهم المئات من العسكريين والضباط الكبار وتم عزل الآلاف من العسكريين والقضاة أيضا. عاشت تركيا ليلة الجمعة إلى السبت على وقع محاولة انقلاب عسكري قام بها ضباط في الجيش، قبل أن يعلن رئيس الوزراء علي بن يلدريم صبيحة أمس السبت فشل الانقلاب، واعتقال مدبريه والمشتبهين بالضلوع فيه، وكان الغموض سيد الموقف طيلة ساعات من ليلة الجمعة، وسط تضارب للأنباء والبيانات المضادة من طرف قيادة الجيش ومن الحكومة.و قال بن يلدريم في مؤتمر صحفي رفقة وزير الداخلية، ووزير الدفاع، ورئيس أركان الجيش التركي وبعض المسؤولين السامين أن الوضع أصبح تحت السيطرة، ودعا الشعب للبقاء في الشارع لصد أي محاولة تمرد جديدة، وأضاف في أول ظهور صحفي له منذ بداية الحديث عن الانقلاب أن ما وقع كان محاولة من قبل هيكل مواز في القوات المسلحة، وقد أظهر أن لتركيا تجربة كبيرة مع الديمقراطية. رئيس الوزراء التركي الذي عبر عن شكره للشعب الذي خرج إلى الشوارع لرفض الانقلاب، قال إن الأمور لم تنته بعد، و أن الذي انتهى هي المرحلة الأولى، وأعلن القبض على العمود الفقري للعملية الانقلابية و كبار مدبريها، وتوعد باتخاذ كل الاجراءات ضدهم، وقال أن العملية لا تزال مستمرة. وفي السياق ذاته كشف عن اعتقال 2839 عسكريا بينهم ضباط من رتب عالية، وقال أن هؤلاء جميعا جردوا من رتبهم ووصفهم بالخونة، وكشف أيضا أن الاحداث حلفت مقتل 161 شخصا وجرح 1440 أخرين، مقابل 20 قتيلا و 30 مصابا من الانقلابيين، بينما قال رئيس الأركان بالوكالة أن المحاولة خلفت مقتل 200 شخص، منهم 104 من الانقلابيين خلال المواجهات، و 41 شرطيا وجنديان و 41 مدنيا، وللإشارة فقد ظلت هذه الحصيلة المقدمة تتغير من ساعة لأخرى حسب تطورات الأحداث. وعن احتمال اللجوء إلى تسليط عقوبة الإعدام على الانقلابيين قال رئيس الوزراء التركي أن هذه العقوبة غير موجودة في الدستور التركي لكن البرلمان سيبحث إجراءات لتعديل ذلك حتى لا يتكرر ما وقع، وقد عقد البرلمان التركي بعد زوال أمس جلسة خاصة خصصت لدراسة محاولة الانقلاب التي وقعت في البلاد. من جانبه أكد رئيس أركان الجيش بالوكالة العميد أوميت دوندار في لقاء صحفي بإسطنبول أمس أن صفحة الانقلابات العسكرية في البلاد طويت إلى الأبد، و أضاف أن محاولة الانقلاب نفذتها قوات من سلاح الجو و بعض قوات الأمن وعناصر مدرعة، وقال أن الانقلابيين اختطفوا عددا من الضباط و احتجزوهم في أماكن غير معروفة، وكان بينهم رئيس أركان الجيش خلوصي أكار وقد تم تخليصهم جميعا من قبضة المنقلبين. كما ظهر الرئيس التركي طيب رجب أردغان أمس في مدينة اسطنبول وسط أنصاره ووصف في خطاب تلفزيوني على الهواء التحرك العسكري «بالخيانة»، وتعهد بتطهير الجيش واصفا قادة الانقلاب بالخونة. وقد عاش الأتراك ومعهم العالم ساعات عصيبة مباشرة بعد الإعلان عن وقوع الانقلاب، وسط تباين في الأخبار بين من يقول أن قيادة الجيش اعلنت التحكم في الوضع والإطاحة بالرئيس طيب رجب أردغان وحكومته، وبين البيانات التي كانت تصدرها الحكومة والتي أعلنت أن المحاولة الانقلابية سيكون مآلها الفشل. في هذا الخضم كانت دبابات الجيش التركي وعرباته وجنوده منتشرين في عموم أرجاء البلاد خاصة في المدن الكبيرة مثل العاصمة أنقرة والعاصمة الاقتصادية اسطنبول، كما تم قطع خطوط الهاتف والانترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي، وأوقف بث بعض القنوات التلفزيونية، بشكل كان يوحي بأن الانقلابيين نجحوا في بسط يدهم على كل شيء والتحكم في الوضع. لكن الأخبار المتواترة التي كانت تأتي من تركيا قالت أن الرئيس طيب رجب أردغان موجود في مكان آمن ولم يصله الانقلابيون، وكذلك الحال بالنسبة لرئيس الوزراء علي بن يلدريم، أما رئيس أركان الجيش فقد أحتجز من قبل الانقلابيين. وكانت 12 ثانية التي ظهر فيها الرئيس طيب رجب أردغان على شاشة إحدى القنوات التلفزيونية عبر هاتفه الخاص كافية لأن يخرج الشعب التركي بمئات الآلاف إلى الشوارع و يحبط المحاولة الانقلابية، وهذا بعد أن وجه نداء لكل الأتراك للنزول إلى الشارع ورفض الانقلاب.وهكذا سارت الأمور قبل منتصف الليل وبعد ساعات قليلة فقط من بداية العملية الانقلابية، غصت شوارع اسطنبولوأنقرة بمئات الآلاف من المواطنين الذين اعلنوا تمسكهم بالشرعية ورفضهم للانقلاب، و أمام هذا الوضع لم يجد الانقلابيون من بد سوى العودة إلى الثكنات و إعلان نهاية العملية، ومعها بدأت عملية القبض على قادة الانقلاب والمشاركين فيه، حيث تمكنت قوات الشرطة و المخابرات من إلقاء القبض على المئات من العسكريين المشاركين في العملية. وبعد ذلك بدأت الرؤية تتضح وبات في حكم المؤكد أن الانقلاب قد فشل ولم يبق للانقلابيين سوى الرضوخ للإرادة الشعبية التي لبت نداء الرئيس طيب رجب أردغان، وذكرت بعض التقارير الإعلامية أن بعض قادة الانقلاب لجأوا عبر طائرة مروحية إلى اليونان وطلبوا اللجوء السياسي، وقد اعتقلتهم السلطات اليونانية في انتظار النظر في مصيرهم. وكانت عدة مطارات ومؤسسات في تركيا قد أغلقت وتوقفت عن العمل بعد الإعلان عن الانقلاب الفاشل، وقال مسؤولون أتراك أمس أنهم يحاولون إعادة العمل بهذه المؤسسات إلى مجراه الطبيعي، وبخاصة منه رحلات الطيران. ردود فعل دولية متأخرة.. رافضة للانقلاب بعد تأكد فشل المحاولة الانقلابية التي عرفتها تركيا ليلة الجمعة إلى السبت توالت ردود الأفعال الدولية المنددة بالعملية والمطالبة باحترام النظام الديمقراطي في هذا البلد، وقد جاءت ردود الأفعال هذه من الولاياتالمتحدةالأمريكية التي دعا رئيسها باراك أوباما كل الأطراف إلى دعم الحكومة المنتخبة ديمقراطيا، فيما هاتف وزير خارجيته جون كيري نظيره التركي واعلن وقوف واشنطن مع المؤسسات المنتخبة ديمقراطيا في تركيا. كما أعلن الاتحاد الاوربي دعمه الكامل للحكومة المنتخبة في تركيا، وقال بوريت جونسون وزير الخارجية البريطاني الجديد أنه كلم نظيره التركي وعبر له عن دعم بريطانيا للحكومة التركية، وكذلك الأمر بالنسبة لفرنسا التي دعت خارجيتها إلى احترام النظام الديمقراطي وتجنب العنف، أما منظمة حلف شمال الأطلسي التي تعد تركيا عضو فيها فقد دعت إلى الاحترام التام للمؤسسات الديمقراطية ودستور البلاد. وعبرت موسكو عن بالغ قلقها من الاحداث التي جرت في تركيا ودعت مواطنيها الموجودين هناك إلى العودة في أقرب فرصة، بينما نددت وزارة الشؤون الخارجية الصينية بالمحاولة الانقلابية وعبرت عن أملها في أن تستعيد تركيا استقرارها ونظامها في أقصر وقت ممكن، و صدرت مواقف مشابهة من كل من الكويت، قطر السعودية، إيران، أوكرانيا اليونان ودول أخرى، وأحزاب ذات توجه إسلامي، حيث نددوا جميعهم بالمحاولة الانقلابية ودعوا إلى احترام المؤسسات الدستورية وإرادة الشعب التركي. م- عدنان "داعش" يتبنى عملية نيس تبنى أمس تنظيم الدولة الإسلامية عملية الدهس التي وقعت في مدينة نيس جنوبفرنسا والتي خلفت 84 ضحية ومئات الجرحى في صفوف مواطنين كانوا يشاركون في الاحتفالات الرسمية الخاصة بالعيد الوطني الفرنسي.وجاء في وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم الإرهابي التأكيد أن منفذ عملية الدهس في فرنسا هو أحد جنود الدولة الإسلامية وقد نفذ العملية استجابة لنداءات استهداف رعايا دول التحالف التي تقاتل الدولة الإسلامية- حسب تعبير الوكالة، وكان التنظيم قد تبنى قبل ذلك عمليات مشابهة في كل من باريس وبروكسيل وتركيا و دول أسيوية أخرى. وكانت السلطات الفرنسية قد أكدت في وقت سابق أن منفذ عملية نيس فرنسي من أصل تونسي يدعى محمد لحويج بوهلال عمره 31 سنة، وهو مسبوق قضائيا في قضايا القانون العام لكنه لم يكن على قائمة المشتبه بهم أمنيا، ولم يكن معروف عنه التطرف. وللتذكير فقد هاجم بوهلال بشاحنة كبيرة حشودا من المواطنين والسياح على شاطئ مدينة نيس مساء الخميس الماضي، بينما كان هؤلاء يتفرجون على الألعاب النارية التقليدية التي تقام بمناسبة العيد الوطني لفرنسا كل عام، وقد خلفت عملية الدهش مقتل 84 شخصا من جنسيات مختلفة وجرح 150 آخرين بينهم 50 حالتهم حرجة.