"وثالثهما الشيطان".. عبارة لخصت حكاية من حكايات الممارسات الشاذة عن الفطرة الإنسانية، وكشفت نهايتها جريمة العشق المحرم الذي انتهى بمقتل العشيق على يد عشيقته وزوجها، بمنطقة مصر القديمة. وكان العميد عبدالعزيز سليم مفتش مباحث جنوبالقاهرة تلقى بلاغاً من رئيس مباحث قسم شرطة مصر القديمة يفيد العثور على شخص متوفي داخل شقته بشارع أهل الراية. انتقلت قوات من الشرطة إلى موقع البلاغ وعثرت على جثة شاب يدعى "إ.إ"، 37 سنة، عامل بمخزن مياه غازية، مُلقى على أرضية الطرقة المؤدية لغرفة النوم في حالة تيبس، وبها إصابات عبارة عن جرح ذبحي بالرقبة وخدوش وسحجات متفرقة بالجسم. أمر اللواء محمد منصور، مدير مباحث القاهرة، بكشف غموض الواقعة، وتم انتداب المعمل الجنائي ووضع خطة بحث لكشف ملابسات الحادث. أكد شقيق المجني عليه، ويدعى "م.إ"، 40 سنة، عامل رخام، وأصل بلدتهما المنيا في أقواله أنه توجه للاطمئنان على شقيقه المجني عليه، لعدم تجاوبه على الهاتف المحمول منذ 3 أيام.. مُشيرًا إلى أنه طرق باب الشقة ودخل حينما لم يجد إجابة واكتشف مقتل شقيقه فأبلغ قسم الشرطة. وضعت الإدارة العامة لمباحث القاهرة، خطة بحث أشرف عليها اللواءان أحمد الألفي، مدير المباحث الجنائية، واللواء هشام لطفي، نائب مدير المباحث، والعميد هشام قدري، رئيس مباحث قطاع جنوبالقاهرة، وقادها العميد عبد العزيز سليم، مفتش مباحث جنوبالقاهرة، وأهم بنودها حصر وفحص خلافات وعلاقات المجني عليه وأسرته لمعرفة الدوافع وراء الحادث، أسفرت عن التوصل إلى مرتكبي الواقعة. ألقى رجال المباحث القبض على المتهمين وهم "م.ع"، 39 سنة، عامل زراعي، وزوجته "إيمان.إ"، 29 سنة، ربة منزل، وأصل بلدتهما الفيوم. اعترف المتهمان بتفاصيل الجريمة حيث أكدت المتهمة الثانية بأنها ارتبطت بعلاقة غير شرعية مع المجني عليه وأنها مارست الرذيلة معه أكثر من مرة، وقبل الحادث طلب منها المجني عليه الحضور إلى منزله لقضاء يومين معه مستغلاً غياب زوجها عن المنزل لظروف عمله بالفيوم. وأشارت المتهمة، أنها رفضت طلبه فحاول إجبارها على ذلك وهددها بنشر صور مخلة لها على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" وذلك لتنفيذ رغباته. أضافت أنها لم تجد بد من التخلص من إلحاحه وطلبه المتكرر، فكشفت لزوجها عن طيبعة العلاقة، واتفقا على التخلص منه، عن طريق إيهام العشيق بأنها وافقت على طلبه، وتظاهرت برغبتها في الحضور لمنزله. توجهت المتهمة إلى منزل المجني عليه وأثناء تواجدهما، وفور محاولته الدخول في علاقة معها لممارسة الرذيلة عاجلته بالضرب بجاكوش على رأسه كانت قد أخفته بحوزتها، كما أنها سهلت دخول زوجها إلى شقة المجني عليه، فقام بالإجهاز عليه وذبحه بالرقبة بمساعدة زوجته بسكين المطبخ. حصل المتهمان على هاتف المجني عليه والصور الخليعة الخاصة بالمتهمة، وحرق الصور الخاصة بها وهاتف المجني عليه. كما أنهما تخلصا من ملابسهما الملوثة بالدماء والأدوات المُستخدمة في ارتكاب الواقعة بإلقائها في القمامة، ومسحا الدماء من يديهما ب"تيشيرت" خاص بالمجني عليه. وقال مصدر أمني إن مرتكبي الواقعة مثلا الجريمة أمام فريق النيابة العامة، واعترفت بأنها أقنعت زوجها بقتل المجني عليه - الذي تربطه صداقة به – بأنه استغل تواجده خارج المنزل ذات مرة وقام بإجبارها على ممارسة الرذيلة معه، وتصويرها ا، ثم أرغمها على ارتكاب ذلك الأمر عدة مرات بعد ذلك بتهديدها بنشر الصور إن لم تستجب لرغباته. وأوضح المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه ، أن المتهم والمجني عليه كانا يعملان سوياً، وتربطهما علاقة صداقة، وأن المجني عليه تأكد من سفر زوج عشيقته إلى العمل، وعندما اطمأن إلى سفره وتأكد من ذلك حاول إجبارها على مرافقته داخل شقته لمدة يومين وطلب منها ذلك فحاولت التهرب منه لكنه هددها بالصور. وأكد المصدر، أن المتهمة انهارت أثناء مواجهتها بالتحريات، وكشفت التفاصيل الكاملة لجريمتها، أمر اللواء خالد عبدالعال، مساعد وزير الداخلية مدير أمن القاهرة، بإحالة الواقعة إلى النيابة العامة، وقررت النيابة العامة حبس المتهمان 4 أيام على ذمة التحقيقات.