سوزان مصر تتكرم ب500 وجبة إفطار يومية من مالها الخاص (؟) على العائلات الفقيرة، و''مدام'' الريّس اعتبرت خطوتها تلك صدقة جارية على روح حفيدها المتوفى· لكن ما غاب عن ذهن وصدقة سيدة مصر الأولى أن كرمها المقتصر على 500 عائلة سيشجّع بقية مصر المعوزة على الدعاء على أحفاد وأولاد السيدة وربما زوجها وذلك ليس كرها في العائلة الحاكمة، ولكن طمعا في أن تتضاعف حصة الخمسمائة وجبة عشرات المرات فتشمل بقية مصر المعوزة وينتهي زمن الجوع المليوني·الحاكمون بأمرهم في بطوننا، فكرهم واحد ونبضهم موحد فمن مصر سوزان إلى جزائر ''جد'' ولد عباس وانتهاء بموائد الآبار الخليجية، فإن القفة واحدة ومولانا أو مولاتنا صور مستنسخة عن الحاكم نفسه للكرسي نفسه للمواطن ذاته المتسول الذي يريد كبارنا عبر جوعه أن يحجزوا من على بطنه مقاعد لهم في الآخرة بعدما نالوا من على ظهره ممالك في الدنيا، ومن خلال الصدقات الجارية وقفف رمضان الموحدة عربيا، فإن البطن واحد والمتصدق والكريم من مال الشعب الخاص به واحد ولا أحد غيره·· بدلا من أن يعامل المواطن العربي كجائع ومتسول يحتاج للمسة جارية من سوزان المفجوعة أو من ولد عباس الحنون كان الأولى للحكومات