كشفت وثائق نشرت الجمعة، أن سعي السلطات المحلية وراء تقليص النفقات ربما أدى إلى حريق برج لندن الذي أودى بحياة 80 شخصا، فيما فشلت عشرات المباني السكنية في اختبارات الحماية في الحرائق. وحسب الوثائق التي نشرتها صحيفة "التايمز" وتلفزيون "بي بي سي"، فإن بلدية كنسينغتون وحي تشيلسي الميسور مارسا ضغوطا على الشركة المتعهدة بأعمال ترميم برج غرينفيل للحصول على "سعر جيد". وبين الخيارات الثلاثة التي طرحتها الشركة، اختارت الهيئة العامة التي تدير المساكن الاجتماعية في البلدية استخدام ألواح ألومنيوم عوضا عن واجهة الزنك، وهي أقل كلفة لكنها أقل مقاومة للنار، وذلك لتوفير 293 ألف جنيه إسترليني (333 ألف يورو). ويُرجّح أن تكون ألواح واجهة البرج المصنّعة من الألومنيوم والبوليثيلين (بلاستيك)، هي التي أجّجت الحريق الذي التهم المبنى ليل 13 يونيو الجاري. وأعلنت الشركة الأميركية "أركونيك"، الاثنين وقف مبيعات هذا النوع من الألواح إذا كان سيستخدم في مبان شاهقة. ويُرجّح أنه استُخدم لمئات المباني في المملكة المتحدة. وتعرضت كنسينغتون وحي تشلسي لانتقادات لاذعة لاستبعادها الناجين من الحريق ووسائل الإعلام عن اجتماع المجلس البلدي مساء الخميس، وقال رئيس بلدية لندن صديق خان "في أول فرصة له للإجابة على التساؤلات، قرر المجلس البلدي استبعاد سكان المنطقة والصحافيين، معتبراً أن "هذا الأمر يتخطى المنطق، بل إنه جنون". وفي سياق ذي صلة، قالت متحدثة باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الجمعة إن نحو 149 مبنى شاهقا فشلت في اختبارات السلامة التي بدأ إجراؤها بعد حريق "غرينفيل" وأضافت للصحفيين "حتى الآن فشلت المواد العازلة في 149 مبنى شاهقا في 45 منطقة تتبع السلطات المحلية في الاختبارات. هذا معدل فشل بنسبة مئة في المئة"، وفق "رويترز". وكانت تقارير سابقة تحدثت عن فشل مماثل في عشرات الأبنية السكنية في لندن ومناطق أخرى ببريطانيا بعد وقوع الكارثة.