أنشد الليبيون قبل عام “تحررنا وحررنا الوطن” والتقط قادة ثورتهم الصور التذكارية، وهم يبتسمون للجماهير العريضة بساحة الكيش ببنغازي، ويشيرون بعلامات النصر إلى أنهم حرروا ليبيا من قبضة العقيد الراحل معمر القذافي دون تفكيرهم في كيفية الحفاظ على استقلالهم بالأمن والجيش والشرطة. وخلال عام لم تهدأ ليبيا من الاقتتال الجهوي والقبلي في مدن الجنوب والغرب، وطالت أعمال العنف الشرق أيضا الذي ارتفعت منه صيحات “الفدرالية”. ويقر العضو السابق في المجلس الانتقالي عن مصراتة سليمان فورتية في تصريحات لموقع قناة “الجزيرة” بفشلهم في اختيار حكومة “تحافظ على إنجازات الثورة” لأن حكومة عبد الرحيم الكيب متورطة في الأوضاع الحالية، مؤكدا عدم تحرير ليبيا بالكامل. وسبقت حديث فورتية تصريحات لرئيس المؤتمر الوطني محمد المقريف الذي قال قبل أيام إن ليبيا لم تتحرر بالكامل، في ضوء حديثه عن العمليات العسكرية في مدينة بني وليد. لكن فورتية كشف خلال تصريحاته عدم اجتماع المجلس الانتقالي في أيامه الأخيرة، وقال صراحة إن رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل كان هاربا من الواقع ويوقع القرارات من منزله في مدينة البيضاء. وأضاف أن وزير الدفاع أسامة أجويلي لم يجتمع لمدة سبعة أشهر مع وكيل الوزارة أو رئيس الأركان، مؤكدا أن فشل الدولة في تأسيس الجيش والشرطة أدى إلى ظهور دولة في بني وليد سقط في معركتها عشرات القتلى ومئات الجرحى. وقارن بين الأوضاع في عهد القذافي والعهد الجديد، وتحدث عن سرقات بالمليارات في عهد الثورة، لافتا إلى أن المواطن العادي صار يتذمر من الأوضاع الحالية. وفي المقابل، قال عضو المؤتمر الوطني عن بني وليد سالم الأحمر إن ليبيا “حرة وأبية” منذ مقتل القذافي في 20 أكتوبر من العام الماضي، مؤكدا أن الأحداث الدموية الحالية محاولة لإيقاع ليبيا في دوامة الحرب الأهلية. وحمل الأحمر المؤتمر الوطني والحكومة مسؤولية قتل المدنيين في مدينته، وقال إن ما يجري “أجندة مخطط لها” نافيا وجود محسوبين على القذافي في مدينة بني وليد. وشكك في رواية الحكومة في وفاة خميس القذافي متأثرا بجروحه قبل أيام واعتقال الناطق السابق باسم القذافي موسى إبراهيم في مدينة بني وليد وتحدى السلطات أن تنشر صورهما في وسائل الإعلام. واتهم المؤتمر الوطني بالتورط في دك مدينة ليبية بعد عام من التحرير بالأسلحة الثقيلة، مدافعا عن حق الأهالي في الدفاع عن شرفهم وأموالهم وأرزاقهم من النهب والسرقة. واعترض عضو المؤتمر الوطني بتحالف القوى الوطنية عبد اللطيف أمهلهل على تصريحات المقريف بشأن عدم استكمال التحرير، وقال إن الأدلة على التحرير سحب غطاء الناتو الجوي والاحتفال بالعيد الأول للتحرير. ورفض تسمية الاقتتال في بني وليد بأنه صراع بين مصراتة وبني وليد، وقال إنه “صراع لإثبات شرعية الدولة.. هل لدينا القوة لتثبيت شرعية الدولة؟” مؤكدا أن المقريف لم يوضح لهم حجم إمكانيات الجيش الوطني. من ناحية أخرى، هاجم الأمين العام لاتحاد ” ثوار ليبيا” عبد الهادي شماطة المجلس الوطني وقال إن اكتفاءه بتحرير العاصمة وقتل القذافي أحدث “نكسة”، وفي اعتقاده أن ليبيا لم تتحرر ما دام لم يخضع الجميع لإرادة الثورة والتغيير. وأضاف أن أكبر جريمة ارتكبها المستشار عبد الجليل ورئيس المكتب التنفيذي آنذاك محمود جبريل إيقاف الهجوم على بني وليد ومطاردة الأزلام المتمركزين بها في لحظات التحرير الأولى.