حذرت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، الجزائر خاصة ودول دول المغرب العربي بشكل عام، من الزحف الكبير والخطير للجراد الصحراوي الذي يتوالد حاليا بكثرة في صحراء تشاد ويستعد للزحف نحو الشمال عبر كل من النيجر ومالي بحثا عن المراعي والمزراع. وتوقعت "الفاو" خسارة اقتصادية ومالية كبيرة لدول المنطقة ما لم تتعاون دول المغرب العربي للتصدي لهذه الأسراب من الجراد الذي يتوقع أن يكون من ملايين الجراد وينتقل بسرعة فائقة من منطقة إلى أخرى، بسرعة تصل أحيانا إلى 150 كيلومترا في الساعة. وطالبت "الفاو" دول الجزائر والمغرب وليبيا وموريتانيا بالتعاون فيما بينها إن أرادوا التصدي لأسراب الجراد الصحراوي المتوالد بكثرة بدولة تشاد والذي يستعد للزحف في الأسابيع المقبلة نحو مزراع وحقول الشمال بدول منطقة المغرب العربي وخاصة الجزائر، على اعتبار أنها أكبر دولة لها حدود صحراوية مع دولة التشاد. وفي البيان الذي أصدرته منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة في هذا الإطار، توقعت "الفاو" أن تصل أسراب الجراد الصحراوي الى الجزائر وليبيا وجنوب المغرب وشمال شرقي موريتانيا في ظرف أسابيع قليلة. وأضاف البيان "التعاون المشترك بين الدول المعنية بزحف الجراد من التشاد، هو السبيل الوحيد للتصدي لهذه الكارثة البيئية التي باتت على الأبواب". وأكدت "الفاو" أنها تحتاج إلى مبلغ ستة ملايين دولار إضافية لتقديم دعم عاجل لفرق العمل المتواجدة في المنطقة، للتصدي لأسراب الجراد، بعد أن وفرت كل من فرنسا وبريطانيا وأميركا مبلغ أربعة ملايين دولار. وتوقع كيث كرسمان، كبير موظفي قسم التوقعات في منظمة فاو، في نفس البيان أن تؤدي هذه الأسراب إلى أضرار بليغة على المراعي وزراعات الحبوب في شمال إفريقيا، وقال كرسمان إن الجراد يتوالد الآن في تشاد ويستعد للانطلاق شمالا (نحو منطقة المغرب العربي) عبر كل من النيجر ومالي، حيث أبدت الفاو مخاوفها من الأوضاع الأمنية الحالية المتدهورة في شمال مالي والتي ستعرقل جهود الفاو في التصدي لأسراب الجراد قبل أن تتوجه شمالا.