استقبل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الاثنين بالجزائر العاصمة، كاتبة الدولة للشؤون الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون التي تقوم بزيارة عمل إلى الجزائر، وهذا قبل يوم من التاريخ المعلن سابقا عن موعد الزيارة التي كانت مقرر اليوم الثلاثاء. وقالت كلينتون عقب استقبالها من الرئيس بوتفليقة انها أجرت معه محادثات “جد معمقة” حول الوضع السائد حاليا في منطقة الساحل وبالخصوص في شمال مالي. وفي تصريح صحفي، أضافت الوزيرة الأمريكية “لقد وقفنا على علاقاتنا الثنائية القوية جدا، وأشرنا إلى أننا أجرينا ندوة ممتازة للحوار الاستراتيجي التي احتضنتها واشنطن الأسبوع الماضي، كما أجرينا محادثات جد معمقة حول الوضع في منطقة الساحل وبالخصوص الوضع السائد في شمال مالي”. وأضافت وزيرة الخارجية الأمريكية بأنها “تثمن كثيرا تحليل الرئيس “بوتفليقة” الثري بتجربته الطويلة في المنطقة لمواجهة الوضع المعقد للغاية والاشكاليات الكثيرة التعقيد في شمال مالي وكذا لمواجهة مشاكل الإرهاب والإتجار بالمخدرات في المنطقة”. كما أوضحت “كلينتون” بأنها اتفقت مع “بوتفليقة” على ضمان متابعة هذه المحادثات عن طريق الخبراء في إطار ثنائي وفي إطار مشاورات مع شركاء المنطقة مع الاتحاد الإفريقي والمجموعة الاقتصادية لتنمية غرب إفريقيا والأمم المتحدة لمحاولة إيجاد حلول لهذه المشاكل. من جهة أخرى قال مسؤول من وزارة الخارجية الأمريكية متحدثاً من داخل الطائرة التي أقلّت كلينتون إلى بلادنا "إن الجزائر هي أقوى دول الساحل وأصبحت بالتالي شريكاً أساسياً لمعالجة مسألة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". وتابع الدبلوماسي، الذي طلب عدم كشف اسمه "إنه في سياق ما حصل في شمال مالي، فإن الجزائر لها الأهمية متزايدة وهذا ما سيكون فعلاً في صلب المحادثات بين وزيرة الخارجية والرئيس عبدالعزيز بوتفليقة"، مضيفا بالقول "يجب أن تكون الجزائر في صلب الحل لهذه المشكلة الواقعة على حدودها". وكانت الجزائر في الأساس معارضة لأي تدخل عسكري دولي في مالي، خشية أن تؤدي الأزمة إلى "زعزعة الاستقرار" في المنطقة، ورغم أن الجزائر لا تزال تدعو إلى التفاوض، إلا أنها لم تعد تستبعد مبدأ عملية عسكرية، ولو أنها لا تعتزم المشاركة فيها.