رأت الباحثة والناقدة راوية يحياوي أن الشعر العربي المعاصر أولى اهتماما كبيرا لنضال الجزائرية جميلة بوحيرد من خلال مجموعة من القصائد السياسية الثورية، مستشهدة بأشعار الراحلين نزار قباني وبدر شاكر السياب، معتبرة أنهما صورا بوحيرد ك”بطلة خارقة ولكن من منظارين مختلفين”. وأوضحت أستاذة الأدب العربي بجامعة تيزي وزو في ندوة بجمعية “الجاحظية” مساء أول أمس ناقشت موضوع “جميلة بوحيرد في الرؤية الشعرية لنزار قباني وبدر شاكر السياب”، أن “كلا من قباني والسياب اختلفا في رؤياهما الشعرية بمستوييها الظاهري والضمني وأيضا في حساسياتهما الجمالية ممثلة في أفكارهما المترجمة في أعمالهما”. ومن خلال قصيدة “جميلة بوحيرد” لقباني، أكدت الناقدة يحياوي أن “شاعر المرأة” الذي كان قوميا عربيا، أعجب كثيرا ببوحيرد، وهذا ملاحظ سواء في العنوان أو في تكرار استعمال كلمة بوحيرد في القصيدة. وقالت إن قباني “اعتمد تنويعات الجسد التخييلية عبر تصويره لحياة بوحيرد في الزنزانة وافتقادها لملذاتها كأنثى لإبراز تنويعات الذات التي ترمز للهوية الجماعية العربية”، مضيفة أن الشاعر الراحل الذي تعتبر المرأة في أعماله موضوعا شائكا ومعقدا؛ استطاع الجمع بين ما هو تاريخي واقعي وما هو شعري جمالي من خلال التعبير عن المعاناة الجسدية الحسية لبوحيرد جراء التعذيب ضمن بنية حكائية درامية شاعرية بها الكثير من الصور البيانية. وباستحضارها لقصيدة السياب “إلى جميلة بوحيرد”؛ اعتبرت الناقدة أن الشاعر العراقي- ولأنه شيوعي الإيديولوجية- شابك بين ما هو ثوري وما هو شعري من خلال استخدام مخزون رؤيوي آخر غير الذي وظفه قباني، مضيفة أن قصيدة السياب “نشتم فيها رائحة الالتزام السياسي والإيديولوجي. وأكدت أن الشاعر العراقي كان شديد الإعجاب ببوحيرد لدرجة مقارنته لها ب”الإلهة عشتار”. من ناحية أخرى، أوضحت الناقدة رواية يحياوي أن السياب زاوج في قصيدته بين ضمير المخاطب “أنت” الذي خاطب به بوحيرد والضمير الجمعي الظلامي “نحن” الذي عبر من خلاله عن سبات العرب، مشيرة إلى أن جميلة بوحيرد في القصيدة تمثل “يقظة الأمة العربية”، على حد تعبيرها.