أعلنت الخارجية الفرنسية أنها بصدد التشاور مع القصر الملكي بالمغرب، وذلك بحثا عن موعد مناسب للزيارة المرتقبة التي سيؤديها الملك المغربي محمد السادس إلى فرنسا الشهر المقبل، وهي الزيارة التي تتزامن مع الحديث عن مشاكل صحية كان الملك عرضة لها مما يوحي أن ثمة مضاعفات تكون قد ألجأت الملك لترتيب زيارة إلى فرنسا.وعلى الرغم من الصمت المطبق الذي لازال يحيط في المغرب بزيارة محمد السادس إلى فرنسا. غير أن بعض وسائل الإعلام المغربية لم تتردد في تسريب الخبر ولو بصيغة التمريض، وذلك نظرا للحساسية الكبيرة التي طبعت في الآونة الأخيرة العلاقة بين شخص الملك وبين الإعلام، إذ لازالت الذاكرة الإعلامية في المغرب تحت وقع صدمة قضية مجلتي ''تال كال'' و''نيشان'' اللتان أوقفتا عن الصدور بسبب تناولهما من خلال سبر آراء، حصيلة أداء الملك على مدار السنوات العشر الأولى التي اعتلى فيها العرش العلوي خلفا للراحل الحسن الثاني، الأمر الذي يفسر إلى حد ما -برأي المتتبعين- توجس الإعلام المغربي خيفة من موضوع زيارة الملك لفرنسا، خاصة في ظل إثارة بعض الأوساط الإعلامية غير المغربية لموضوع صحة الملك. وغير بعيد عن هذا الموضوع، فإن صحة الأداء الدبلوماسي المغربي هو الآخر محل اهتمام إعلامي سواء محلي أو جهوي أو حتى غير ذلك، خاصة وأن زيارة الملك المعلن عنها فرنسيا تأتي في أعقاب إرجاء الرئيس بوتفليقة لموعد زيارته إلى فرنسا. ولا يستبعد أن يكون الرئيس بوتفليقة قد قرر إرجاء زيارته إلى فرنسا لمرتين على التوالي، بسبب ما يكون قد توفر لدى الطرف الجزائري من معطيات عن زيارة أكتوبر المرتقبة للملك محمد السادس، وذلك مباشرة بعد الزيارة التي كان يفترض أن يؤديها الرئيس بوتفليقة إلى فرنسا، مما جعل الرئيس يعلن عن إلغاء زيارته الى باريس إلى ما بعد سنة 2010، إذ يكون الطرف الجزائري قد قرأ في زيارة الملك تشويشا على زيارة بوتفليقة. كل هذا يكون قد حدث قبل أن تتعكر الأجواء بين البلدين لأسباب كثيرة، كان أهمها إعادة النفخ في جثث الرهبان السبعة واتهام الجيش الجزائري بارتكاب خطأ أدى إلى مقتل هؤلاء الرهبان، استنادا إلى تصريحات شاهد ''ما شافش حاجة''. ورغم هدوء عاصفة تبحرين رغم إعلان السلطات الفرنسية رفعها القيود عن أسرار الدولة، لعلمها -كما أكدت مصادر إعلامية فرنسية- بأن أرشيف ملف تبحرين فارغ وخاو وليس فيه ولا وثيقة واحدة ذات بال، إلا أن العلاقات الجزائرية الفرنسية عكّرها من جهة أخرى الموقف الفرنسي الرسمي المنحاز للمغرب في قضية الصحراء الغربية، بحيث جمدت فرنسا في أفريل الماضي بمجلس الأمن لائحة تمدد مهلة المينورسو في الصحراء الغربية، وهو الموقف الذي يثير حفيظة الجانب الجزائري الذي يرى في موقف فرنسا انحيازا للطرف المغربي في قضية الصحراء الغربية وعلى هذا الأساس، لا يستبعد متتبعون لملف العلاقات الجزائرية المغربية وعلاقة هذين البلدين مع فرنسا أن تكون هذه الأخيرة قد سعت لإقناع الملك المغربي بضرورة أداء زيارة إلى فرنسا خلفا للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، ولعل تصريح الخارجية و الفرنسية بأن زيارة الملك إلى فرنسا في أجندتنا، يؤكد هذا الاتجاه. فيما يبقى التساؤل كبيرا عن موقع هذه الزيارة ومسافتها بين نقطتي الملف الصحي للملك أو التشويش على الرئيس الجزائري.