أصدر المركز الوطني للبحث في الإنثربولوجيا الاجتماعية والثقافية لوهران مؤخرا كتابا من تأليف جماعي بعنوان “الاستقلالات في المغرب العربي”، وذلك بمناسبة الاحتفال ب”خمسينية” استرجاع السيادة الوطنية. ويعد الكتاب ثمرة عمل شارك فيه قرابة عشرين باحثا في تخصصات مختلفة مثل التاريخ والعلوم السياسية وعلم الاجتماع والاقتصاد والحقوق والإنثروبولوجيا وغيرها. ويشكل الاستقلال الوطني الموضوع الأساسي لهذا العمل، غير أن الباحثين ارتأوا توسيع دائرة البحث والتفكير للتطرق كذلك إلى تونس والمغرب. وفي مقدمته أوضح منسق الكتاب الدكتور عمار محند عامر وهو مؤرخ، أن نهاية النظام الاستعماري والاستقلال يشكلان في المغرب العربي أحداثا تاريخية متميزة، ومع ذلك فإن مسارات الحصول على الاستقلال والتسيير السياسي لهذا التحول وانتقال الذين كانوا تحت نير الاستعمار إلى وضع مواطنين في مجتمع حر وديناميكيات التنمية وإعادة البناء “اختلفت من بلد إلى آخر”. واعتبر أن الجزائر نظرا لتاريخها (استعمار طويل وحرب تحريرية مريرة) واستقلالها تشكل “انطلاقة لديناميكيات على الصعيدين الوطني والدولي”. وحول ثلاث إشكاليات هي “الاستقلال ومسار المرحلة الانتقالية” و”الرهانات الوطنية ومشاريع المجتمع” و”من المجتمعات الاستعمارية إلى الدول الوطنية”، قدم باحثون من مختلف الجامعات الجزائرية ومن فرنسا والمغرب وكندا مساهماتهم حول العديد من التساؤلات التي تشكل دعامة الكتاب والمتمثلة في “بعد مرور 50 عاما ما هي الآمال التي أثارتها نهاية الاستعمار وتطلعات الشعوب وتحديات الدول المستعيدة سيادتها حديثا”.