اضحكوا كما شئتم وأنتم تقرأون هذا الخبر.. مديرية البحث العلمي والتطوير التكنولوجي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ستقدم للحكومة مجموعة من الاقتراحات تعكس نظرة الباحثين حول مسألة التغيير بالجزائر وكيفية الاستجابة لانشغالات واحتياجات المجتمع! هذا العرض قدمه مدير البحث (والعبث) العلمي الجديد الذي خلف المدير السابق، بعد أن قدم استقالته على إثر اكتشاف أنه غشاش علمي يستنسخ بغباء من الانترنيت! وهذا العرض حسب معلوماتي قد يكون الأول من نوعه الذي يقدمه باحثون لجهة رسمية، ولا ندري إن كان بطلب منها مع أنها ليست حكومة علمية أو أنها مبادرة من الباحثين أنفسهم لإسعافها من الغرق! عدد الباحثين من كل الاختصاصات والمعترف بهم بشهادة مزورة أو شهادة فارغة لاتعكس وزن صاحبها المعرفي والعلمي والبيداغوجي، يصل إلى 40 ألف، معظمهم يبحثون في مواضيع ميتافيزيقية أو غيبية، كالشعوذة للحصول على منصب "مير" أو وزير، أو مسائل بديهية كأثر توسيع النوافذ في العمارات على السكان المتجاورين! والقليل منهم ممن ينجحون في بحوثهم لايجدون من يطبقها في المؤسسات التي فيها أجهل الجاهلين! وعندما تؤكد الأرقام الصادرة مؤخرا أن البلاد توجد في المرحلة الأخيرة في سرعة تدفق الإنترنيت كالمياه والمرتبة الأخيرة في مجال براءات الاختراع، فإن ذلك يعكس بؤس الفكر والبحث العلميين لحدّ أنه لايزرع هؤلاء بذور التجهيل لغيرهم فقط، وإنما قد يصل لحدّ الزهد في علمهم، مع أن الحكومة تحتفل عادة ليوم واحد بالعلم والباقي لكل شيء عداه! والمضحك في الأمر أن الغرقى الذين يقدمون الحكومة على كونها غارقة تحتاج لمن ينقذها من اليم، قد تختلف مع هؤلاء أيضا في مسألة التغيير ذاته وهو مصطلح قفز حديثا للواجهة مع نجاح الثورات العربية وخلف مصطلح إصلاحات و«إسلاخات"، خاصة أنها تسعى للإطاحة به بكل وسائل التهدئة لكي لايكون وهو مسعى لاتحتاج فيه لعلمهم لكي تُجزي لهم العطاء!