إقصاء مدوي ذلك الذي مني به المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة وجاء ليؤكد للمرة الألف ضعف التكوين على الساحة الوطنية، حيث لا تزال كرة القدم في الجزائر تتعرض لضربات موجعة، بسبب افتقادها لنظام تكويني فعال على مستوى النوادي، في الوقت الذي تحاول فيه الاتحادية إيجاد الوسائل الكفيلة بحل هذا الإشكال. وكان أشبال الخضر قد فشلوا أول أمس في بلوغ كأس أمم إفريقيا 2013 التي ستقام في المغرب بعد هزيمتهم أمام المنتخب البوتسواني بضربات الترجيح (4-2) في ملعب عمر حمادي ببولوغين في لقاء العودة من الدور التصفوي الأخير.. المباراة في وقتها الرسمي انتهت على وقع نتيجة التعادل الإيجابي (1-1)، سجل بن بحرية أمير في الدقيقة 20 للجزائر وعدل واكغوتلا النتيجة لبوتسوانا في الدقيقة 70، يأتي هذا في وقت أدركت العديد من الأندية والمنتخبات العالمية الدور الكبير الذي يلعبه التكوين في الساحرة المستديرة للحصول على لاعبين ذوي مستوى عالي وتفادي إنفاق أموال طائلة. ويبدو أن إخفاق أشبال الخضر في الوصول إلى الكان سيضع في عين الإعصار الواقفين على شؤون الكرة، لا سيما في ظل الزاوية الضيقة التي يفكرون بها والدليل استنجادهم في كل مرة بخريجي المدارس الفرنسية، وإعادة النظر في سياسة التكوين سيكون أكثر من ضروري إذا علمنا أن الأغلبية الساحقة من نجوم كرة القدم العالمية في العالم هم خريجو مدارس التكوين والأكاديميات، حيث سيكون الاعتماد على ضوابط علمية وتقنية وكذا تكثيف العيانة والاهتمام بالشبان وتوفير جميع الإمكانات المادية واللوجيستيكية لهم، السبيل الوحيد للمضي قدما بالفئات الشبانية نحو غد أفضل، وحتى تجربة الأكاديمية التي أنشأتها الفاف لتحضير منتخب الأقل من 17 سنة لن تحقق أهدافها إن ترك كل لاعب يواجه مصيره في وقت المفروض أن يمنح هذا المنتخب الشاب عناية خاصة من خلال مساعدته على الاستمرار في العمل، وربما يراجع الواقفون على شؤون الكرة حساباتهم في ظل استعداد الجزائر لاحتضان كاس أمم إفريقيا لأقل من 19 سنة المقررة في 2013، وذلك بإنشاء مراكز تكوين تشبه لحد ما أكاديمية الفاف.