إلى أين يتجه الوضع و«الرضع" الثوري، بمصر؟ وهل يمكن أن نسمي ما يجري الآن في ساحة أم الدنيا، بمضاعفات ولادة قيصرية لثورة ولدت من ميدان تحرير شعبي، لتعود إليه بعد عام ونصف مطالبة بميلاد جديد وثورة جديدة و«فرعون" آخر، وليس أخيرا، يعيد إلى الأمر سابق مصره ونيله وتيهه؟ مصر الإخوان، تحت قيادة الدكتور محمد مرسي، تعيش أزمة قاتلة، والشارع الذي كان مصدر قوة أول “ريس" منتخب في تاريخ أرض الكنانة، تحول إلى خنجر مغروس في خاصرة الثورة وفي خاصرة مرسي، أراد أن يضع كافة السلطات في يده، فقامت قيامة، لست وحدك، الريس يا ريس.. فمصر الثمانين مليون، ليست هي مصر التي انتخبها عشرون مليون.. هل تعيش مصر أزمة ثورة، أم ثورة أزمة؟ وأين نضع مليونية الإنذار الأخير؟ هل نضعها في زاوية أن “فلول" النظام السابق ينتفضون، أم أن الأمر برمته يتعلق بأزمة كيان ونسيج اجتماعي معقد، مرة يصفق للإسلاميين وأخرى يرقص مع القوميين"، وفي أحيان “أخريات" يقتات من الثورة، ولا يهم على من يثور ولا لمن يثور.. فالقضية بوجهها و«بمصرها" الحالية، تتعلق أساسا، بفوضى عارمة وبمارد متحرر ولا يحمل من ثابت غير هوية، أن أغنية الثورة، أعجبت مصر، فأصبح لكل مصري ثورته، فكما الشارع ثار، فإن مرسي ثار والإخوان ثاروا والفلول سيثورون، والمهم، أن مشكلة قاهرة المعز الآن، لم تعد في دكتور إخواني، قرر أن يكون هو الريس وهو القاضي وهو الشرطي، وإنما في تحديد مفهوم موحد لمعنى “الثورة".. فالأزمة، أزمة ثورة و«ثورة" أزمة، وعداها، فإن ثمانين مليون مصري مرابط بتاريخ مصر، يقتات كل واحد فيهم من وهم أنه هو “الثورة" وهو ميدان التحرير وهو مصر، أما البقية فإنهم فقط، سكان ومساكين من مصر..