كيف استقبلتم فوز الدكتور محمد مرسي بالرئاسة؟ أهنئ الشعب المصري بفوز الدكتور محمد مرسي، الذي يعتبر أول رئيس مدني في تاريخ مصر، في أول انتخابات حرة ونزيهة بعد ثورة 25 جانفي، بالرغم من اختلافاتنا الإيديولوجية مع جماعة الإخوان المسلمين، وأتمنى أن يفي مرسي بوعوده التي قطعها على نفسه أمام الملايين الذين بايعوه رئيسا للبلاد، وأن يوحد القوى الحزبية المدنية والإسلامية في إطار مشروع المصالحة الوطنية، دون استثناء لنبذ الخلافات. هناك من يقول إن فوز مرسي حُسم بعد عدة مفاوضات بين الجماعة والمجلس العسكري، ما قولك؟ لا أعتقد ذلك، لأن الرئيس لا يأتي بالتعيين وإنما بالانتخاب، وصناديق الاقتراع اختارت مرسي دون غيره، والحديث عن إبرام صفقة أو إجراء مفاوضات بين العسكري والإخوان مجرد كلام فارغ وتكهنات، ومن لديه دليل فليقدمه، لأن الأرقام كشفت عن فوزه منذ بداية عملية الفرز. ما هي أهم التحديات التي تواجه الرئيس الجديد، في رأيك؟ إقامة دولة القانون واستتباب الأمن، والمشاكل الاجتماعية التي يغرق فيها المواطن المصري البسيط، من فقر وبطالة والصحة المنعدمة، وإبعاد بقايا النظام السابق من المراكز القيادية التي يستحوذون عليها منذ عهد مبارك. أما التحدي الكبير الذي سيواجهه الدكتور مرسي هو الدفع بعجلة الاقتصاد إلى الأمام. هل تعتقد أن فوز مرسي هو نجاح الثورة المصرية؟ جماعة الإخوان المسلمين جزء لا يتجزأ من الثورة المصرية، صحيح أنهم خرجوا يوم 28 جانفي، إلا أنهم شاركوا في موقعة الجمل الشهيرة، ويمكن القول إن فوز مرسي نجاح للثورة وإنقاذ مصر في مواجهة فلول النظام السابق. ما أهمية ما أطلق عليه ''التيار الثالث'' لمواجهة نظام مبارك والقوى الدينية، في نظرك؟ نحن نطالب بدولة مدنية لا عسكرية ولا إسلامية، دولة علمية حديثة، دولة القانون والإيمان، ومصر تحتاج للكثير من العمل للنهوض بها، وتغيير الأنظمة والقوانين الفاسدة التي سنّها نظام مبارك.