^إلغاء بعض مناصب المدراء الولائيين لأنهم عبء على الخزينة العمومية كشف وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال موسى بن حمادي، أن عروض الجيل الثالث للهاتف النقال، ستطلق في الأيام القليلة المقبلة فيما يشرع في تقديم الخدمة والتدشين التجاري الأول لهذه التكنولوجيا في الفصل الأول من العام المقبل. ويأتي تدشين أول شبكة للجيل الثالث حسب الوزير بعد عدد من التجارب الناجحة التي مكنت المتعاملين من الاستعداد التام لهذه التقنية الجديدة. وأوضح الأسباب التي جعلت الحكومة تفضل اختيار الانتقال إلى ترددات الجيل الثالث عوض الرابع، مؤكدا أن أغلب المواطنين الجزائريين لن يتمكنوا من تحقيق الاستفادة القصوى من خدمات التي تتيحها تكنولوجيا الجيل الرابع بسبب ما تتطلبه من هواتف ذكية على غرار الأيفون الذي لن يتمكن كل مواطن من اقتنائه. كما أرجع الوزير السبب الثاني الذي جعل الجزائر تفضل الجيل الثالث إلى الأسعار المرتفعة بالنسبة للمتعاملين الثلاثة للهاتف النقال سيما أن الجيل الرابع يتطلب ترددات خاصة، باعتبار تقنية التطور طويل الأمد LTE أو ما يسمى بالجيل الرابع أحدث تقنية لخدمات النطاق العريض التي بإمكانها تقديم سرعات تصل إلى نحو 100 ميغابات في الثانية. وقال بن حمادي “لم يكن اختيارنا للجيل الثالث عشوائيا بل جاء نتيجة لتحليل دقيق"، مشيرا إلى أن الجزائر حاليا لا تتوفر على الترددات المطلوبة، وبالتالي فإن انتقال عدد من المستخدمين الحاليين لشبكة الجيل الثالث سيسهم في تحسين تجربة المشتركين في استخدام خدمات النطاق العريض النقال بالشبكة الأولى وبالتالي فإن الانتقال إلى الجيل الرابع سيكون أسهل بالنسبة للمتعاملين خاصة أن الأسعار التقديمية لخدمة الجيل الرابع ليست أسعار باقات خدمات الجيل الثالث. ووفقا للوزير موسى بن حمادي، فإن خدمات الجيل الرابع تقدم سرعات عالية، ما يمثل أكثر من عشرة أضعاف شبكات الجيل الثالث، وأضاف أن هناك الكثير من العوائق التي تواجه تقديم خدمات الجيل الرابع، مثل إتاحة الترددات الخاصة بها والأجهزة التي تستقبل هذه التكنولوجيا. وكشف الوزير أن اتصالات الجزائر كشركة عمومية ستستفيد من جانبها من تصريح لتقديم خدمات الجيل الثالث للسوق المهنية عبر مرافقتها لتقديم أحسن خدمة، مؤكدا أنه تم إطلاق مناقصة خاصة لاختيار من يرافق المتعامل التاريخي لمواكبة تكنولوجيا الجيل الثالث. على صعيد آخر، عرض وزير البريد في كلمته أمام إطاراته في الندوة التي نظمت بسيدي عبد الله، الاستراتيجية الجديدة لقطاع الاتصالات التي سيتم الإعلان عنها قريبا، ترتكز على عدة محاور، أولها تنمية الخدمات البريدية لتقديم خدمات مالية ولوجيستية ومجتمعية بالإضافة إلى تعميم استعمال التكنولوجيات، مشيرا إلى أنه لا معنى للجزائر الإلكترونية ونحن نشكو من الفجوة الرقمية. وانتقد الوزير في كلمة مقتضبة إطارات قطاعه، مسجلا بأسف كبير للمسؤولين الذين تعاقبوا على اتصالات الجزائر وبريد الجزائر وموبيليس تقصيرهم، في ترشيح ثقافة اقتصاد السوق والتنافسية في ظل اقتصاد السوق العالمي الذي لا يرحم وفقا لتأكيدات الوزير. كما قال إن إطاراته قصرت في تغيير ذهنية الإطار والعامل والمستخدم. وردا على الشركات العمومية التي تشكو من قانون الصفقات العمومية قال بن حمادي إن الجزائر بلد تحكمه قوانين مثلما هو الشأن في جميع البلدان، قبل أن يتابع أن المؤسسات التابعة لقطاعه مرتبطة بالدولة بعقد نجاعة يلزمها ليس فقط بالتأهيل التكنولوجي بل بخدمة المواطن، مذكرا في السياق نفسه أن المسؤولية في القطاع العام هي مسألة اختيار.