ستستفيد العائلات المقيمة بالكسنات القصديرية والهشة على مستوى بلدية الرغاية، من برنامج سكني طموح يتضمن 3000 وحدة سكنية هي الآن في طور الإنجاز، وذلك في إطار المخطط الولائي للسكن الخاص بالقضاء على البيوت الفوضوية، مما سيسمح بالتخلص من هذا النوع من العمران العشوائي نهائيا وتدعيم الحظيرة السكنية بالمنطقة. وحسب ما أكدته مصادر من محيط البلدية، فإن المشروع هو بمثابة ورشة مفتوحة، حيث سجلت الأشغال به نسبا متفاوتة وبات تجسيد وحداته وشيكا. وسيتم تجسيد هذا المشروع على مستوى المدخل الغربي للمدينة، بالقرب من مشروع آخر يضم إنجاز مساكن تساهمية، ومن المنتظر تسليمه قبل حول سنة 2012 في إطار جهود الحكومة الهادفة إلى القضاء على مشكل تنامي القصدير والسكن الهش، وتضيف ذات المصادر، أن هذا البرنامج هو محل متابعة دورية من طرف مصالح دائرة الرويبة، وهو ما ينطبق على برنامج 3430 مسكن في هذا المسعى بكل من بلديتي هراوة والرويبة. وتعد هذه البلديات من بين العديد من المواقع التي تحتضنها ولاية الجزائر ضمن المخطط الولائي للسكن، الذي يهدف إلى القضاء على البيوت الفوضوية التي غزت العاصمة منذ سنوات طويلة. وتعد بلدية الرغاية إحدى أهم المناطق التي تعرف اكتظاظا كبيرا للساكنة، ولاسيما أحيار القصدير، وهي الظاهرة التي عرفت انتشارا واسعا بفعل تواجد المنطقة الجغرافي الذي جعلها تحتل موقعا استراتيجيا كمنطقة عبور نحو العاصمة بالموازاة مع تواجد المنطقة الصناعية، وهو ما وفر فرص عمل للنازحين إليها في تلك الفترة من العشرية السوداء. وتحصي السلطات المحلية للرغاية نحو 3115 بيت فوضوي، حسب مصادر محلية وهذا وفقا لإحصاء عام 2007، وهو الرقم الذي بقي مرشحا للارتفاع الى حدود 3400 بيت هش نتيجة عدة عوامل تتعلق بشمولية الإحصاء والعدد الكبير لبؤر القصدير بالمنطقة، حيث تتوزع هذه البيوت الفوضوية عبر أرجاء الرغاية، ويحتل موقع الكروش الصدارة بوجود ما يفوق 1000 بيت قصديري والعشرات من السكنات الهشة التي ينتظر قاطنوها تسوية وضعيتهم، أو الترحيل الى سكنات لائقة بعيدا عن الواقع الصعب الذي يعيشه السكان منذ سنوات طويلة، في ظل تكرر مظاهر السرقة والاعتداءات ومختلف الآفات الاجتماعية بالموقع والأحياء المجاورة له. كما تبرز ظاهرة القصدير بصفة أكبر إلى الواجهة، إذا ما تعلق الأمر بتلك المتواجدة على حافة وادي الرغاية المعروف بوادي جاكار وعلى ضفاف وبحيرة الرغاية، أين تنتشر العشرات من "البيوت القصديرية" التي يعاني سكانها من تداعيات فصلي الشتاء والصيف عليها، وما ينجر عنها من مشاكل صحية وظروف معيشية صعبة على سكانها، والتي لا تختلف كثيرا عن نظيراتها القصديرية والهشة عبر أكثر من 20 موقعا ببلدية الرغاية. وللعلم تعود آخر عملية ترحيل نوعية الى أواخر شهر ماي 2009 وشملت 47 عائلة بمنطقة عيسات مصطفى، حيث سمح تهديم بيوتها القصديرية بتبني مشاريع جوارية تمثلت في عيادة متعددة الخدمات، وقاعة رياضات ودار للشباب، ليتم ترحيل غالبية هذه العائلات الى سكنات اجتماعية ببلدية هراوة، وبقيت أكثر من 3000 عائلة تعاني من القصدير على أمل ترحيلها إلى سكنات لائقة.