غلام الله يؤكّد إخضاع جميع المساجد الجديدة ل “الفلك والرياضيات" في تحديدها تحديد قِبلة “جامع الجزائر" بطريقة فلكية تثير جدلا حول مصير “صلاة الجزائريين" بالمساجد القديمة أثار حدث تحديد قِبلة “جامع الجزائر" الذي أشرف عليه وزير الشؤون الدينية والأوقاف، أمس، بأرضية المشروع بالعاصمة، جدلا لدى عديد المتخصصين وعوام الناس حول مصير “قِبلة" و«صلاة" الجزائريين بعد شروع قطاع بوعبد الله غلام الله في تنفيذ طريقة “الفلك" و«العلم" في تحديد قِبلة المساجد. وقام وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله، رفقة خبراء في الفلك من مركز الدراسات الفلكية وعديد العلماء والفقهاء ومشايخ الزوايا صبيحة أمس، بتحديد قِبلة “جامع الجزائر" طور البناء الذي تتولى إنجازه الشركة الصينية “شاينا ستيت كونستراكشن". وبالمناسبة، أكّد الوزير أنّ الطريقة العلمية الفلكية في تحديد قِبلة المساجد “لا غبار عليها" وتعتمد على تقنيات عصرية ومتطورة في إجراء القياسات الضرورية، بحيث تكون “صلاة" الجزائريين صحيحة مائة في المائة، وأضاف أنّ المساجد التي في طور البناء ستخضع جميعها لهذه الطريقة في تحديد القِبلة مستقبلا، ما دفع الكثيرين للتساؤل حول مصير “قِبلة" المساجد القديمة التي اعتمدت على طرق تقليدية في تحديد القِبلة. وعن هذه الجزئية، قال الوزير غلام الله ردا على سؤال “البلاد" إنّ جميع مساجد الجزائر تحترم القِبلة وموجهة نحو الحرم المكي، مضيفا أنّ الإشكال في “الدقة" فقط بحيث لم تحدد قِبلة المساجد القديمة بهذه الدقة الرياضية الفلكية، ولكن قِبلة الجزائريين تبقى “صحيحة". ولمعرفة تفاصيل أكثر عن القضية، سألت “البلاد" أحد إطارات وزارة الشؤون الدينية الدكتور يوسف بلمهدي، الذي أعرب عن انزعاجه الشديد ممن يشكك في صحة قِبلة الجزائريين، وقال إنّ الحديث عن هذه القضية “غير مقبول" و«كلام فارغ" و«تجني على آبائنا"، ليضيف مفسرا القضية أنّ القِبلة ليست نقطة توجب قياسها بشكل دقيق وب “الميليمتر الواحد"، والقِبلة في الإسلام معروفة عرّفها القرآن الكريم في آية {حيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره} وهنا وقف مطولا في شرحها، حيث أكّد أن المقصود من “شطره" ليس الكعبة وإنما الحرم المكي، مستشهدا بنظرية “كلما بعدت المسافة عن الحرم كلما اتسع المجال للقِبلة"، ولهذا تكون جميع المساجد الموجهة حسب بلمهدي نحو الحرم المكي بشكل عام تصح الصلاة فيها، مضيفا أنّ استقبال الكعبة واجب فقط داخل الحرم المكي، أمّا خارجه فيكفي التوجه نحو الجنوب الشرقي. وخلال فعالية تحديد القِبلة، استفسرت “البلاد" عن كيفية تطبيق الطريقة الفلكية التي أكّد خبراء نجاعتها وصحة نتيجتها، وقال أحد خبراء الفلك الحاضرين، إنّ تحديد القِبلة “فلكيا" له طرائق كثيرة، منها “الطريقة الجيوديسية" عن طريق الاعتماد على جهاز خاص بتحديد المواقع والحصول على إحداثيات الموقع “خط الطول ودائرة العرض"، مع استعمال بوصلة دقيقة لتثبيت جهة الشمال ومن ثمّ يتم حساب جهة القِبلة بالنسبة لجهة الشمال، مضيفا أن في العاصمة دائما ما تكون 105 درجة بالنسبة للشمال. متخصصون: قِبلة الجزائريين مجرد “بريكولاج" ..! مطالب بتكوين لجنة متخصصة لتصحيح “القِبلة" عن طريق تحويل الصفوف وليس هدم المساجد اعتبر عديد المتخصصين في قِبلة المساجد، أنّ كثيرا من الجزائريين يصلون ل “غير القِبلة" وأنّ أثناء بناء تلك المساجد تم توجيهها ل “القِبلة" بطريقة “البريكولاج"، مؤكدين أنّ نظرية “كلما بعدت المسافة عن الحرم كلما اتسع مجال القِبلة" تندرج تحت هذا “البريكولاج" ولا يصح الاستشهاد بها في 2013، نظرا لتوفر الإمكانيات والوسائل الضرورية لتحديد القِبلة بشكل دقيق وفعال. وكان العبيدي الملياني، المتخصص في تحديد القِبلة، قد سبق له أن كتب تقريرا رفعه لوزارة الشؤون الدينية تضمن اختلافات عديدة في توجيه مساجد للقِبلة الصحيحة، حيث قال الرجل في التقرير إنّ بعض الجزائريين يصلون باتجاه مدن وعواصم غير الكعبة المشرفة، حيث ذكر وجود مساجد تصلي للقدس وصنعاء وحتى للفاتيكان. وأضاف الملياني أنّ الطريقة الفلكية هي الأفضل في تحديد القِبلة بشكل دقيق، ما من شأنه أن يجعل صلاة الجزائريين مائة في المائة صحيحة ولا غبار عليها. وعن الكيفية التي يجب انتهاجها لتصحيح قِبلة هذه المساجد، أكّد ملياني أنّه لا يطالب بتهديم المساجد، وإنما بتحويل الصفوف لجهة “القِبلة الصحيحة"، وتكوين لجنة متخصصة من فلكيين وعلماء وفقهاء مهمتها دراسة جميع مساجد الجزائر وتصحيح قِبلة المساجد التي تعرف “اختلالا" في التوجيه.