قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج إنه كلما طال أمد الصراع في سوريا زادت مخاطر تشكيل جيل جديد من المتشددين الذين تدربوا على القتال في المعارك سيمثل فيما بعد تهديدا لبريطانيا ودول اخرى في اوروبا. ووجه هيج تصريحاته لروسيا التي تعرضت هي نفسها لهجمات من جانب متشددين لكنها اعاقت -بالمشاركة مع الصين- صدور ثلاثة قرارات من مجلس الامن الدولي ضد الرئيس السوري بشار الاسد. ويواجه الأسد انتفاضة ضد حكمة منذ نحو عامين أسفرت حتى الآن عن مقتل حوالي 70 ألف شخص وصارت تستقطب الجهاديين الأجانب الذين يريدون إقامة دولة إسلامية متشددة في سوريا. وقال هيج إن بريطانيا لم تفقد ايمانها بانتفاضات الربيع العربي التي أطاحت في العام الماضي باربعة من الحكام العرب المستبدين لكنها حذرت من أن سوريا ستكون الحالة الأكثر حدة لانتفاضة “يختطفها” الإسلاميون. ووصف هيج في خطاب يحدد استراتيجية بريطانيا لمكافحة الإرهاب سوريا بأنها “المقصد رقم واحد للجهاديين في كل مكان في العالم اليوم”. وقال للصحفيين في المعهد الملكي المتحد للخدمات وهو مركز للدراسات العسكرية، “هذا يتضمن عددا من الأفراد المتصلين بالمملكة المتحدة ودول أوروبية اخرى”. وأضاف “ربما لا يمثلون تهديدا لنا عندما يذهبون أولا إلى سوريا، لكنهم اذا ظلوا على قيد الحياة ربما عاد بعضهم وقد ازدادوا تشددا في الفكر واكتسبوا خبرة في السلاح والمتفجرات”. ومضى يقول “وكلما طال أمد الصراع تزايد خطر هذا الأمر وهي نقطة يجب ألا يغفلها صناع القرار في روسيا وغيرها.” وحث هيج روسيا والصين على دعم جهود مجلس الأمن الدولي من اجل التوصل إلى حل للصراع من خلال التفاوض يضم المعارضة و”عناصر من النظام” وإلا واجهنا خطر استخدام الأسلحة الكيماوية والبيولوجية السورية. من جهة أخرى قال عضو بارز في الائتلاف الوطني السوري المعارض أمس الجمعة إن الائتلاف مستعد للتفاوض على رحيل الرئيس بشار الأسد مع أي من أعضاء حكومته الذين لم يشاركوا في الحملة الصارمة ضد الانتفاضة. وكان معاذ الخطيب رئيس الائتلاف قد أطلق المبادرة بشروط عامة الشهر الماضي دون التشاور مع الائتلاف وهو ما فاجأ أعضاء الائتلاف السبعين. وانتقدت كتلة قوية داخل الائتلاف يهيمن عليها الاخوان المسلمون الجماعة المنظمة الوحيدة في صفوف المعارضة السياسية المبادرة واعتبروها إضرارا بالثورة. وقالت مصادر في المعارضة إن من شأن تأييد الائتلاف رسميا لمبادرة الخطيب أن يمنحها ثقلا أكبر على الساحة الدولية ويقوض حجة أنصار الأسد بأن المعارضة منقسمة بصورة لا يمكن معها النظر إليها كطرف جاد. وأعلن الخطيب أنه على استعداد لإجراء محادثات مع ممثلين عن الأسد في المناطق التي تهيمن عليها المعارضة في شمال سوريا في مسعى لوضع نهاية للصراع. وفي أول رد فعل مباشر من الحكومة أبدى علي حيدر وزير “المصالحة الوطنية” هذا الأسبوع رغبته في السفر للخارج للقاء الخطيب الذي يقيم في القاهرة. لكنه قال إن السلطات ترفض أي حوار يهدف إلى تسليم السلطة من طرف لآخر وتصر على أنه يجب إجراء المفاوضات الرسمية على أرض سورية. وكانت السلطات السورية قالت فيما سبق إنها ستجري محادثات مع رموز “المعارضة الوطنية” الذين لم ينضموا لصفوف التمرد المسلح. لكن معظم شخصيات المعارضة غادروا البلاد منذ اعتقال عبد العزيز الخير وهو من دعاة الحوار ووقف العنف العام الماضي. أما زعيم المعارضة اللبنانية سعد الحريري فقد توقع الخميس سقوط الرئيس السوري بشار الأسد الذي يتهمه باغتيال والده في 2005. وقال الحريري عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من الرياض في الذكرى الثامنة لاغتيال والده “نظام بشار الأسد سيسقط حتما وسقوطه سيكون مدويا بإذن الله في سوريا وكل العالم العربي وكل الدنيا.” وأصدرت سوريا في ديسمبر أوامر اعتقال بحق الحريري وحليف سياسي مقرب منه بشأن “جرائم إرهابية” تشمل تمويل وتسليح المعارضين الذين يقاتلون الأسد. ويعيش الحريري خارج لبنان لأسباب تتعلق بأمنه وقال إنه سينضم إلى مؤيديه في لبنان خلال الانتخابات البرلمانية المتوقعة في الصيف.