لا يمكن تصنيف ما حدث يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي داخل المؤسسة العمومية الإستشفائية بالجلفة سوى في خانة الإهمال واللامبالاة الذي راح ضحيته جنين ورحم أم تم استئصاله دون علم الزوج، ليكتب عليها بأنها دخلت المستشفى لتضع مولودها الذي كان في حالة صحية سليمة، لتخرج منه بلا مولود وبلا رحم، وحرمانا أبديا من الخلفة والولادة. صرخة مهربة لزوج مصدوم اختارتالبلاد أن تنقلها إلى الرأي العام وإلى أولي الأمر في وزارة السعيد بركات، مختزلها أعلم أن لا مناص من قضاء الله وقدره لكني أريد أن أسلط الضوء على ما يحدث بمستشفى الجلفة حفاظا على أجنة قادمين وعلى أرحام أمهات أخريات، من الإهمال الساطن بين جدران هذه المؤسسة الإستشفائية التي لا تحمل من الصحة سوى الاسم. ومختزل المسلسل الجديد المُهرب من مستشفى الجلفة، ذلك الصرح الذي يصبغ كل عام حتى يظهر ناصع البياض أوناصع الاحمرار لا فرق ما دام في الأمر ملايير تصب سنويا في خزينته، تحتضنه شكوى رسمية وضعها الزوج المدعو (ح. محمد) لدى وكيل الجمهورية لدى محكمة الجلفة والتي تحوزالبلاد نسخة منها، الشكوى تقطر دما ودمعا من رجل كان قاب قوسين أو أدنى من الأبوة، ليرسم بقوة الرحم المستأصل بأنه لن ينعم مستقبلا بأي أبوة، لكون أن الجنين مات ورحم زوجته مات أيضا والفاعل ليس مستترا ولكنه الإهمال واللامبالاة والاستخفاف بحياة الناس وبالأجنة وبأرحام الأمهات. وحسب حيثيات القضية في الشكوى الباكية فقد تم إدخال الزوجة البالغة من العمر 13 سنة إلى المستشفى من طرف أخ الزوج يوم الثلاثاء الماضي لوضع حملها الذي كان في حالة طبيعية وفي الشهر التاسع، ليتركها هناك، بعد أن أمروه بالانصراف، وكانت الزوجة في حالة شديدة من الألم ومع ذلك لم يأبه لها أحد إلى غاية صباح الأربعاء. حيث تلقى الزوج مكالمة من أخته تخبره وتفجعه بأن الجنين قد نزل ميتا وأن الأم في حالة خطيرة، وهناك وقف حسب ذات الشكوى على نزع الجنين ميتا واستئصال الرحم على إثر عملية جراحية من طرف الأطباء الكوبيين والحجة أن حياتها كانت في خطر ولا مناص من نزع الرحم، مؤكدا على أن الحمل كان طبيعيا وسليما لكون الأم كانت تتابع العلاج عند طبيبة مختصة في أمراض النساء والتوليد بباب الزوار بالجزائر العاصمة وبتاريخ 42 فيفري 9002، يوم دخولها إلى مستشفى الجلفة، أجرت فحصا آخر وأخيرا لدى دكتور مختص في أمراض النساء أكد لها سلامة الجنين وبأنه لا خوف من الولادة ولا هم يحزنون، إلا أن ولادة الجنين ميتا واستئصال الرحم بمستشفى الجلفة أكد عكس ذلك، نتيجة للإهمال وعدم المبالاة والتلاعب بحياة الناس حسب الشكوى ذاتها. الزوج أكد في شكواه على متابعة الطاقم الطبي والإداري وعلى ضرورة تحميل المسؤوليات تفاديا لتكرار هذا الأمر المؤدي إلى إزهاق روح بريئة بالإضافة إلى الإقدام دون مشورة على استئصال رحم الأم وحرمانها للأبد من الولادة، مؤكدا على أنه ليس ضد مشيئة القضاء والقدر، ولكنه من منطلق أنه قد يكون رقما إضافيا في سلسلة الضحايا ضد ما يتعرض له الفقراء والمساكين والمغبونين أمثاله الذين لا يملكون المال أو المعريفة لتأمين معاملة خاصة داخل مصلحة الولادة، لكون الميسورين والمعروفين وأصحاب الأكتاف تكون لهم معاملة خاصة وتكفل أفضل عكس البقية الباقية من خلق الله الذين لا وجهة لهم غير هذا المرفق العمومي الصحي جدا. وإلى أن تتحرك الهيئات المعنية وتسلط الضوء على هذه القضية التي لا تعتبر استثناء لكون أن هناك حالات أخرى مشابهة تم تسجيلها في فترات سابقة ومنهم من تقدم أيضا بشكاوي رسمية لدى السلطات الأمنية، يرفع زوج الضحية يداه عاليا أغيثونا.. أغيثونا في أجنتنا وفي أرحام الأمهات وفي الإهمال القادم منرحم هذه المؤسسة العمومية الإسشفائية.