كشفت مصادر إعلامية، أمس الأحد، أن السلطات الجزائرية منعت أحد كبار قادة الثورة الإسلاميين في ليبيا عبد الحكيم بلحاج من دخول أراضيها، لاعتقادها بأنه وراء نشاطات لها صلة بالإرهاب. ونقل الموقع الإخباري "كل شيء عن الجزائر" عن المصدر الذي لم يكشف عن اسمه، قوله إن بلحاج وهو زعيم حزب الوطن الإسلامي في ليبيا ورئيس المجلس العسكري في طرابلس خلال الثورة على نظام العقيد الراحل معمر القذافي، منع من دخول الجزائر عبر مطار هوراي بومدين الدولي في ديسمبر 2012. وأوضح المصدر أن بلحاج يسعى للحصول على دعم الجزائر من أجل تقوية تأثيره في الداخل الليبي مقابل تعاونه مع الجزائر لمراقبة الحدود بين البلدين في مواجهة تجارة السلاح. وقال إن السلطات الجزائرية تشك في أن تكون لبلحاج نشاطات مرتبطة بالإرهاب. وأشار المصدر إلى أن بلحاج بدأ اتصالات مع شخصيات جزائرية وتونسية من أجل الوساطة بينه وبين السلطات الجزائرية من أجل زيارة الجزائر. وارتبطت الجماعة الليبية المقاتلة بعلاقات مع التنظيمات الإرهابية في الجزائر حتى بداية مرحلة المراجعات والتسوية مع سيف الإسلام القذافي، وقد شجعت الجزائر حينها هذه المساعي واعتبرتها نموذجا يحتذي في المصالحة الوطنية. وبسب ضعف الدولة في ليبيا وانتشار الأسلحة والمليشيات، بدأت تتشكل عصب وجماعات تعمل لصالح دول أجنبية مقابل الدعم الذي تتلقاه منها، حيث تتمتع دولة قطر على سبيل المثال بتأثير ونفوذ كبير في البلاد، خاصة في ظل المبالغ التي تضخها في ليبيا. يذكر أن بلحاج قبل التحاقه بصفوف الثورة التي أطاحت بنظام القذافي، كان أحد قادة الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة وسافر إلى أفغانستان عام 1988م مشاركا في الجهاد الأفغاني آنذاك، وبقي هناك عدة أعوام ليلتحق بالجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة منذ بداية تأسيسها، أي من مؤسسيها في بداية التسعينيات، لكن بعد فتح كابل ترك أفغانستان سافر إلى اثنتين وعشرين دولة من أبرزها أو بالأحرى أكثرها إقامة: باكستان، تركيا، السودان، وعاد إلى ليبيا عام 1994 وبدأ إعادة ترتيب الجماعة وتدريبها ب الجبل الأخضر للتجهيز للقتال ضد نظام القذافي، لكن النظام استبق الجماعة بضرب مراكز التدريب عام 1995م وقتل أميرها عبد الرحمن حطاب واستطاع عبد الحكيم بلحاج مغادرة ليبيا والعودة إلى أفغانستان.