رئيس “الكناس” الأوروبي: الاتحاد من أجل المتوسط مشروع فاشل أبدى رئيس المجلس الاجتماعي والاقتصادي، محمد الصغير باباس، انزعاجه من فضائح الفساد الأخيرة التي هزت كبرى المؤسسات الوطنية، وانتشرت عبر وسائل الإعلام المحلية والعالمية. وأوضح أن خطاب الرئيس الأخير يدلل على وجود إرادة سياسية في الجزائر لمكافحة الفساد. قال باباس في تصريح ل”البلاد”، أمس، على هامش استقباله رئيس اللجنة الأوروبية الاقتصادية الاجتماعية، إنه “منزعج كأي مواطن من الأخبار المتلاحقة حول فضائح الفساد التي هزت مؤسسة سوناطراك”، مشيرا إلى ثقته بتوفر “الإرادة السياسية لمحاربة هذه الظاهرة الخطيرة، بعد خطاب الرئيس بوتفليقة بمناسبة ذكرى تأميم المحروقات الذي توعد فيه المتورطين في فضائح سوناطراك بالعقاب”. ورفض باباس الخوض في أسباب عدم منح السلطات الاعتماد لنشاط بعض الجمعيات التي تنشط في مكافحة الفساد، مكتفيا بالقول “نحن نشجع نشاط كل الجمعيات، لكننا نرفض من يستغل غطاء الجمعيات من أجل زرع الفتنة في الجزائر بين الشمال والجنوب”. وأوضح باباس أن الوزير الأول عبد المالك سلال، اتخذ قرارا بوجوب حضور ممثلي المجتمع المدني، في كافة الاجتماعات المقبلة لممثلي الحكومة مع المسؤولين المحليين في الولايات، من أجل تعزيز دور الرقابة التي تضطلع بها هذه الجمعيات وترقية دورها في التأثير على القرارات المتخذة مستقبلا. من جانبه، أوضح نيلسون ستافان، رئيس اللجنة الاقتصادية الاجتماعية الأوروبية، الذي يزور الجزائر من أجل ترقية مجالات التعاون بين منظمات المجتمع المدني بين ضفتي المتوسط، أن تجربة الاتحاد من أجل المتوسط التي حاولت الجمع بين ضفتي المتوسط الشمالية والجنوبية “أثبتت فشلها”، مبديا أسفه من المسار الذي اتخذه هذا المشروع الذي “لم يكن له معنى”، حسب رأيه. ومعلوم أن الاتحاد من أجل المتوسط الذي أطلق سنة 2007 على أنقاض مسار برشلونة، بمبادرة من الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، لم ينجح في تحقيق الإجماع حوله في ضفتي المتوسط، حيث تحفظت الجزائر وليبيا في الضفة الجنوبية، ورفضت دول أوروبية لا تطل على المتوسط المشروع لأنها اعتبرته كيانا موازيا للاتحاد الأوربي. وأوضح ستافان أن الجزائر تحظى بمكانة مميزة لدى الاتحاد الأوروبي، نظرا لتمتعها بالاستقرار السياسي والإرادة في العمل المشترك، متمنيا أن تكون علاقة كل دول جنوب المتوسط مع الاتحاد الأوربي مثالية على غرار علاقته مع الجزائر. ولفت إلى ضرورة أن تعمل الجزائر على دعم جيرانها الذين يمرون بفترات انتقالية تتميز بنوع من الاضطراب السياسي، في إشارة إلى دول ما يعرف بالربيع العربي. وفي كلمته أثناء اللقاء، اعتبر باباس أن علاقة منظمات المجتمع المدني الأوروبية التي تمثلها اللجنة الاقتصادية الاجتماعية الأوربية مع نظيراتها في الجزائر مثالية، ولا تقوم على التدخل في الشؤون الداخلية للجزائر، أو تقديم الدروس في أي مجال، مشددا على ضرورة تعزيز التعاون المشترك للوصول إلى نمط التعاون المرتجى.