طوت الجزائر والعراق صفحة الأزمة الدبلوماسية التي عمرت حوالي عشر سنوات كاملة، وقررا فتح صفحة جديدة من الوئام السياسي في إطار التقارب الدبلوماسي الجديد بين بغداد والجزائر فيما يخص عدة قضايا سياسية واقتصادية ذات الاهتمام المشترك. ستعود السفارة الجزائرية بالعاصمة العراقية بغداد للعمل من جديد بعد عشرة أعوام كاملة من الإغلاق، وهذا بقرار من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي قرر تعيين سفير جديد وطي صفحة الأزمة السياسية بين الجزائر والعراق منذ حادثة اختطاف وإعدام الدبلوماسيين الجزائريين بالعراق سنة 2005 من طرف جماعات إرهابية. وجاء قرار الرئيس، بعد الضمانات والتعهدات الرسمية التي قدمتها السلطات العراقية بتوفير الحماية الأمنية اللازمة للسفارة الجزائرية وبعثتها الدبلوماسية حتى لا يتكرر سيناريو 2005 حيث تعرضت سفارتنا ببغداد لاعتداء إرهابي مسلح واختطاف دبلوماسيها وإعدامهم فيما بعد. وسيتم تعيين الدبلوماسي عبد القادر بن شاعة كسفير جديد للجزائر ببغداد، الذي سبق له العمل كقنصل عام في العربية السعودية لمدة خمس سنوات، قبل أن يلتحق برئاسة الجمهورية. وسيساهم قرار إعادة فتح السفارة الجزائرية ببغداد في إعادة الدفء لعلاقات البلدين العربيين بعد البرودة التي عرفتها على مدار العشر سنوات الماضية حيث خيم التوتر السياسي والاقتصادي على علاقات الجزائر مع بغداد بعد الموقف الذي اتخذته الجزائر من قضية الغزو الأمريكي للعراق وسقوط نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، إضافة إلى الانتقادات التي وجهتها الجزائر للسلطات العراقية بعد قضية الاعتداء على السفارة الجزائرية سنة 2005 وتحميل العراق مسؤولية عدم تأمين البعثة الدبلوماسية الجزائرية آنذاك وبالتالي تعرضها لذلك الاعتداء الإرهابي، دون أن ننسى مسألة الجزائريين المسجونين بالعراق والتي أسالت الكثير من الحبر بين بغداد والجزائر.