لا يزال العديد من مرضى السرطان بولاية برج بوعريريج يعانون من ويلات المرض الخبيث والقاتل وويلات التنقل إلى ولايات كالجزائروقسنطينة لغرض العلاج اللازم من المرض، حيث إن معاناة هؤلاء لا تتوقف عند حد المرض وكفى بل يواجهون ويكابدون ويكافحون المرض بوسائلهم الخاصة، إذ يبدأ مسلسل المعاناة بعد أن يتم تشخيص مرضهم من قبل الأطباء الأخصائيين على مستوى الولاية، ليؤكد فيها الطبيب إصابة المريض بالسرطان، ليقوم بعدها هذا الأخير بتوجيهه إما إلى الجزائر العاصمة أو قسنطينة ومن هنا يبدأ هؤلاء بتجسيد دور الرحالة بالذهاب إلى هذه المدن، والمجيء وهذا على حسابهم الخاص في ظل أن بعضهم يعانون من الفقر وكذا من مرارة المرض وليس هذا فحسب فمرضى السرطان بالبرج يجدون أنفسهم مضطرين للانتظار لأشهر حتى يحصلوا على موعد من المركز العلاجي، والذي يصل في بعض الأحيان 6 أشهر وهذا في ظل غياب مركز بالولاية خاصة أنه في الكثير من الأحيان يموت المريض قبل أن يصل موعد العلاج والمراقبة الطبية، وأفضل مثال على معاناة هؤلاء يجسدها المدعو (ع.م.ب) والذي انقلبت حياته رأسا على عقب، حيث إن فصول معاناة هذا الشخص تعود إلى سنوات التسعينيات ولكن إلى اليوم لا يزال يكابد مرض سرطان الغدد الخطير، وبإمكانياته الخاصة وهذا بعد أن كان ضحية الأشعة النووية الفرنسية بمنطقة إيكر بتمنراست، إذ كان ضمن صفوف جيش التحرير الوطني في تلك المنطقة للقيام بمهمة إنجاز طريق الوحدة الإفريقية مع زملائه في الخدمة لكن لحد اليوم لا يزال فقط ينتظر الموت لكن ببطء شديد، وهذا بعد أن تحولت ملامح وجهه الشاب والوسيم بفعل الأشعة إلى محل لسخرية بعض الأطفال والنسوة، لكن من يعلم بحاله يدرك ماذا يفعل السرطان بالإنسان وليس هذا الشاب فحسب بل يتواجد بعض العمال الذين كانوا يشتغلون في مصانع الأميونت بالولاية يواجهون المصير نفسه بعد أن أضحى المرض ينهش أجسادهم لكن إلا متى. للإشارة فقط، وحسب الأطباء المختصين فإن هنالك نوعين من الدواء يستعمله هؤلاء للعلاج ويتعلق الأمر “شيمو تيرابي” وكذا “راديو تيرابي” والذي يتم بالأشعة، وأمام هذا الواقع المر الذي يعيشونه، يطالب هؤلاء الجهات المعنية بضرورة وجود مركز “للشيمو تيرابي” والذي لا يتطلب حسب الأخصائيين إمكانيات مالية كبيرة بولاية برج بوعريج، وهذا بعد أن أضحت الولاية تحتل المراتب الأولى في عدد حالات الإصابة بالسرطان أو الموت البطيء بالجزائر، مما يدق ناقوس الخطر بضرورة التكفل بهذه الفئة لمساعدتهم على الأقل بمركز ينقص ولو القليل من معاناتهم، إذ أن هؤلاء في ظل غياب دواء فعال للسرطان ينتظرون سوى الموت البطيء ولكن في صمت.