دون تسييس للحراك الاجتماعي بالجنوب الجزائري، وبلا تضخيم، يمكن القول أن أهلنا في الجنوب تعرضوا فعلا للظلم الاجتماعي والقهر والعزلة تماما مثلما يتعرض فيه الجنوب.. أي جنوب في العالم للظلم من الشمال. لا مبرر أن ينفعل الجميع بالشكل الذي نتابعه، ولا نعتقد أن أهل الجنوب ستخونهم وطنيّتهم، مهما عظمت مصائبهم، لأنهم أشد حرصا على وحدة البلد. صحيح أن الوضع الإقليمي والمحلي متّسم بحراك غير بريء، لكن الصحيح أيضا أن مطالب شباب الجنوب في العمل والسكن أكثر من مشروعة وواجبة، لذلك لا ولن نخشى على بلادنا من شباب الجنوب. ألم يحتمي الشيخ عبد الكريم المغيلي بسكان أدرار هاربا من ظلم أهله في تلمسان؟ ألم تخرج ثورة الشيخ بوعمامة من رحم الجنوب وفرسانه وشجعانه؟ ألم تخرج مقاومة الشيخ أمود عام 1881 من عمق أبناء الطوارق ضد الاستعمار الفرنسي؟ فقد كان بطلا لمعركة “جانيت" عام 1918 ومعركة “ايسكاو" عام 1921، وعطلت مقاومته تقدم الجيش الفرنسي في الصحراء لعشرين سنة بشهادة المؤرخين. شباب ورڤلة لا ينسى ماضيه، فقد خرج أبطال الواحات في ورڤلة يوم 27 فيفري 1662 منددين ورافضين لمحاولات الاستعمار الفرنسي فصل الجنوب عن الشمال، وقد سقط يومها العديد من الشهداء في مظاهرات عارمة ضد الاستعمار الفرنسي. ألم يرفض سكان الجنوب المخطط الفرنسي الذي بدأه الاستعمار عام 1957 عندما أنشأ عمالتي الساورة والواحات وأسست الإدارة الفرنسية وزارتي الجنوب والمستعمرات، وأخرجت مشروع جمهورية الصحراء للواجهة؟ لنثق في أن الجنوب جدار يحمي الوطن، وأن للجنوب رب يحميه..