خرج أمس، المئات من المستفيدين من السكنات الاجتماعية التساهمية في إطار الصندوق الوطني لمعادلة الخدمات الاجتماعية "الأفنبوس" المقامة على مستوى مختلف بلديات عنابة، في مسيرة احتجاجية جابت بعض شوارع المدينة تنديدا بإلزامهم دفع مستحقات مالية جديدة ناهزت 70 مليون سنتيم واستهجن هؤلاء تأخر تسليم الشقق الجاهزة لأصحابها مطالبين بالتعجيل في إنجاز الحصص المتبقية من المشروع. تجمهر أزيد من 300 شخص من بين إجمالي المستفيدين من سكنات الصندوق الوطني لمعادلة الخدمات الاجتماعية الموزعة بين بلديات عين الباردة، سيدي عمار، برحال وعنابة، صبيحة أمس، أمام المسرح الجهوي عزالدين مجوبي، قبل الانطلاق في مسيرة سلمية من ساحة الثورة في قلب المدينة نحو مقر الولاية، حيث تجمهروا أمام البوابة الرئيسية احتجاجا على ما وصفوه بسياسة الحڤرة والتهميش التي تمارس عليهم من خلال هضم حقهم في امتلاك سكن، بالرغم من إقدامهم على دفع الشطر الأول من الحصة المالية التي اشترطها الصندوق. وسارعت وحدات مكافحة الشغب إلى محاصرة مقر الولاية تحسبا إلى أي طارئ، حيث تجنبت الاحتكاك المباشر بالمتظاهرين مثلما لاحظته "البلاد" في موقع الاحتجاج. وأفادت مصادر من الولاية أن الوالي اضطر إلى قطع عطلة نهاية الأسبوع واستدعى مدير السكن والمدير الجهوي للصندوق الوطني لمعادلة السكنات الاجتماعية لبحث أرضية مطالب الموطنين المحتجين. وأشار المتظاهرون إلى أن الجهات المعنية بالغت في المدة الأخيرة في طلب زيادات في المبلغ المالي الخاص بالمكتتب بشكل وصل إلى عتبة 70 مليون سنتيم بطريقة لا تزال محل غموض من طرف المستفيدين. وذكر المحتجون أن الهيئة الوصية بهذه العملية عمدت إلى تجاهل مطالبهم السابقة، المتمثلة أساسا في معرفة مصير السكنات التي استفادوا منها منذ نحو سبع سنوات، ولم تر النور إلى حد الآن، رغم مراسلاتهم العديدة التي كانوا قد وجهوها إلى الهيئات الوصية، آخرها إقدام حوالي 100 مستفيد على توجيه عريضة احتجاج إلى المدير العام للصندوق وكذا السلطات المحلية لولاية عنابة.