أسفرت تحقيقات فرقة البحث والتحري التابعة لجهاز الأمن الوطني عن توقيف خمسة عناصر إرهابية خططوا لتنفيذ عمليات إرهابية خلال هذا العام بمدنية دلس التي عرفت في وقت سابق نشاطا إرهابيا مكثفا وتناميا في شبكات الدعم والإسناد التي توفر الغطاء المادي للجماعات الإرهابية.وكشفت تصريحات العناصر الموقوفة خلال التحقيق معها عن عدة مخططات إرهابية كانت تعتزم تنفيذها، لكن عملية توقيف العقل المدبر للعمليات مكن الأجهزة الأمنية من القبض على العناصر الإرهابية المتبقية، وإحباط عمليتين إرهابيتين بدلس كادتا توديان بحياه العديد من المواطنين العزل بجسر واقع بمنعرج وادي تازا بالمدينة نفسها. وعملية أخرى من تخطيط كتيبة ''الفتح'' الناشطة بالمنطقة التي حاولت من خلالها استهداف عناصر الشرطة القضائية بولاية بومرادس. بداية القصة كانت مع الموقوف رقم 1 حمزة، 23سنة، الذي كشف عن أولى علاقته بالتنظيم الإرهابي الذي عرفه عليه المدعو دحمان المنحدر من منطقة دلس، وقال إن أول اتصال بينه وبين المدعو دحمان، أحد عناصر كتيبة الفتح، كان سنة 2007حين تم تجنيده للعمل ضمن الجماعات الإرهابية التي تنشط على مستوى منطقة دلس من طرف المدعو دحمان، وذلك بوساطة ثلاثة عناصر إرهابية مهدت له الطريق لملاقاة هذا الأخير الذي تمكن من إقناع ''حمزة'' بالعمل رفقة العناصر الإرهابية وتكليفه بمهمة الدعم المادي لكتيبة الفتح عن طريق الدعم والإسناد. وبعد أيام وفّر حمزة للجماعة الإرهابية المؤونة لتبيان حسن نيته وكسب رضا الجماعة والتقاهم في الجبل حيث معقل الكتيبة، خلالها تحدث حمزة مع الجماعة حول مشروعية الجهاد في الجزائر. في اليوم الموالي تنقل حمزة رفقة عنصرين من الكتيبة للقاء المدعو دحمان مجددا بالمدينةالجديدة وبالقرب من حقول العنب الموجودة هناك، حيث تم تناول موضوع التخطيط لاغتيال الضابط فاتح الذي يشتغل بمصلحة الشرطة القضائية بدلس. كلف حمزة من قبل الجماعة لترصد تحركات الضابط من أجل اغتياله. في اليوم نفسه التقى الجماعة في المكان نفسه بالمدينةالجديدة وخططوا لاغتيال ضابط آخر يشتغل أيضا بمصلحة الشرطة القضائية بمدينة دلس. من عجز المخططات الى عمليات الاقتناص كما كشفت تصريحات العنصر الإٍرهابي عن تخطيطات كتيبة الفتح المبين لاغتيال عناصر الشرطة القضائية بولاية دلس بشاطئ المدينة، بعد أن وصلتهم معلومات عن ترددهم على الشاطئ. خلالها طلب المدعو دحمان من الشاب حمزة مراقبة الشاطئ القريب من مقر الشرطة القضائية لبلدية دلس وذلك من أجل استهداف عناصرها عن طريق وضع قنبلة يتم تفجيرها عن بعد. لم تتمكن العناصر الإرهابية من تنفيذ مخططاتها باستهداف عناصر الشرطة القضائية بالشاطئ لصعوبة تحديد مواقيت نزولهم، لهذا تقرر استهداف عناصر الشرطة القضائية الواحد تلو الآخر، وتقرر استهداف الضابط سليمان حيث كلف حمزة من طرف المدعو دحمان بنقل العنصر الإرهابي عمر إلى منطقة أعفير على متن سيارة والده حيث توجه إلى المدينةالجديدة، لكن السيارة أصيبت بعطب فقرر الإرهابي استكمال مخططه وطلب من حمزة إيجاد سبيل من أجل التحرك بمحيط مقر الشرطة القضائية لترصد تحركات الضابط سليمان. لم يجد حمزة سوى سيارة جماعية، هي ملك أيضا لوالده، من أجل نقل الإرهابي عمر إلى المنطقة الشرقية. وبعد ترصد تحركات الضابط التقى حمزة رفقة المدعو عمر الجماعة في معاقلها بطلب من المدعو دحمان، وتم تزويده بالمعلومات الخاصة بالعنصر المستهدف والمتمثلة في مكان إقامته والمكان الذي يركن فيه سيارته، بالإضافة إلى الاماكن التي يتردد عليها. بعد تزويدهما الإرهابي دحمان بتلك المعلومات أعلمهما هذا الأخير أنه سيستدعيهما لغرض التخطيط لاغتيال الضابط سليمان باستعمال قنبلة تفجر عن بعد. أياما فقط طلب المدعو دحمان من حمزة تزويده بعلبة ماستيك ودلو بلاستيكي، وطلب من إرهابي آخر إحضار خمسة لترات من البنزين وخمسة لترات من زيت السيارات المستعمل، لأن هذه المواد تدخل في صناعة المتفجرات. تلبية لأوامر الإرهابي ذاته جلب حمزة ما طلب منه من مواد متفجرة، وتنقل إلى معاقل الجماعة الإرهابية فسلمها المواد التي طلبت منه. وبعد أيام قرر عناصر كتيبة الفتح المبين التنقل إلى مكان إقامة الضابط سليمان بمدينة دلس، حيث قامت الجماعة الإرهابية بمعاينة المكان، ثم عادوا إلى المدينةالجديدة ليقرروا العودة في اليوم الموالي. عادت الجماعة الإرهابية على متن حافلة، رفقة المدعو حمزة، إلى مقر إقامة الضابط سليمان فانقسموا إلى مجموعتين، حيث تولى إرهابيان اثنان حراسة المكان خوفا من مفاجأة قوات الأمن، في حين توجه كل من المدعو دحمان وعمر إلى سيارة الضابط المركونة أمام باب المنزل فوضعوا قنبلة أسفلها، ثم عادوا جميعهم إلى المدينةالجديدة. وفي مساء اليوم الموالي لتاريخ وضع القنبلة التقت الجماعة من جديد واكتشفت أن القنبلة لم تنفجر. اليقضة أقوى سلاح وبعد فشل عملية اغتيال الضابط سليمان، قررت الجماعة الإرهابية التخطيط لعملية أخرى تتعلق باختطاف صحاب شاحنة لنقل الرمال ومقاول من مدينة دلس. لذا كلف المدعو حمزة بمهمة مراقبتهما وترصد تحركاتهما إلى حين تنفيذ العملية. قررت عناصر كتيبة الفتح التخطيط لزرع قنبلة لاستهداف دورية للدرك الوطني بجسر مدينة دلس، فتولى حمزة وعناصر الجماعة مهمة نقل قنبلة يدوية من معاقل كتيبة الفتح بجبل دلس والتي تم نقلها إلى منطقة رباعين من أجل تخبئتها تفاديا للمرور على حاجز أمني منصوب من قبل قوات الجيش بالمنطقة. نقلت الجماعة الإرهابية القنبلة التقليدية إلى مكان بالقرب من واد رباعين مستعملين دراجة نارية. وفي المساء نقلت القنبلة مشيا على الأقدام إلى منطقة واد أغرابا بالقرب من المفرغة العمومية حيث زرعت تحت الأرض على حافة الطريق المؤدي من دلس إلى آعفير. وقد جهزوها بجهاز تفجير مزود بهاتف نقال وتم تكليف المدعو حمزة بمراقبة تحركات سيارات الدرك الوطني والاتصال بعناصر الكتيبة قصد تفجير القنبلة عن بعد. لكن تعقب الأجهزة الأمنية للجماعة حال دون تفجيرها، إذ قام خبراء في المتفجرات بتفكيك القنبلة الموضوعة في منعرج واد تيزا. كما مكنت عملية الترصد من إلقاء القبض على أحد العناصر الإرهابية، وتفكيك القنبلة الثانية المزروعة بالقرب من المفرغة العمومية على مستوى الجسر وتوقيف المجموعة المتبقية.