علمت “البلاد” من مصادر خاصة أن فرع المكتبة الوطنية للنقابة الوطنية لمستخدمي الإدارة العمومية “سناباب”، شرع في حملة لجمع توقيعات تطالب بسحب الوصاية على المكتبة من وزارة الثقافة، وذلك في خرجة غير متوقعة شكلت مفاجأة كبيرة لدى السيدة تومي نفسها. ووفق ما استقته “البلاد”، فإن أسباب هذه “الثورة”، “حالة التعفن التي تشهدها المكتبة الوطنية وتحولها إلى مجرد مقبرة للكتب بعدما كانت مؤسسة تصنع الحدث الثقافي وتنظم الملتقيات وتثير النقاشات، بالإضافة إلى معاناة العمال منذ سنوات فيما يتعلق بمواضيع الأجور والمنح وظروف العمل”. وعلق أحد عمال المكتبة ل”البلاد”، طالبا عدم كشف هويته ومنصبه، قائلا “يبدو أن هناك سخطا كبيرا على الوضعية العامة التي توجد عليها المكتبة الوطنية في عهد الوزيرة الحالية التي لم تثمر وعودها في تحسين ظروف العمل، خصوصا فيما يتعلق بالمخاطر التي يتعرض لها عمال مصلحة الحفظ، كونهم يتعاملون مع مواد كيميائية خطيرة تسبب أمراضا متعددة”. وكشف مصدرنا أن خطوة نقابة “السناباب” ليست بالسرية، حيث أقدموا صراحة وفي العلن، على تعليق منشور يشرح خطوتهم ليطلع عليه جميع من هو موجود في المكتبة من أبسط عامل إلى المسؤولين. يذكر أن عمال المكتبة الوطنية منضوون تحت لواء نقابتين، الأولى تنتمي للاتحاد العام للعمال الجزائريين، والثانية ل “سناباب”. ومعلوم أن المكتبة الوطنية كانت سنوات التسعينات، وتحديدا في 1994، تحت وصاية مصالح رئاسة الحكومة. بينما تثير الخطوة الجديدة أكثر من سؤال عن مصيرها وطريقة تعاطي وزارة الثقافة معها. من ناحية أخرى، استقت “البلاد” من مصادر مختلفة معطيات تتحدث عن شروع وزيرة الثقافة خليدة تومي في البحث عن اسم لشغل منصب المدير الجديد للمكتبة الوطنية التي تسير بالنيابة حاليا بعد رحيل الشاعر عز الدين ميهوبي إلى المجلس الأعلى للغة العربية. وتقول المصادر إن تومي تجري منذ أيام مشاورات مع عدد من مستشاريها ومدراء الثقافة في ولايات عدة لبحث هوية المدير الجديد. بينما ذهبت تسريبات أخرى إلى أن هناك حديثا في أروقة قصر “هضبة العناصر” عن رغبة ملحة لنائب مدير الكتاب والمطالعة العمومية بوزارة الثقافة ياسر قانة في تولي المنصب. وذهبت المصادر إلى التعليق على طبيعة المشاورات التي تجريها خليدة تومي، قائلة إن “الوزيرة ترغب في تعيين شخصية إدارية فقط مهمتها تقتصر على التسيير”. ويسجل مثقفون ومتابعون أن المكتبة الوطنية ابتعدت كثيرا عن “المشهد الثقافي”، الميت أصلا، وصارت مجرد مصلحة للحفظ وتخزين الكتب التي تأتيها تباعا بمسمى “الإيداع القانوني”. وترك هذا الأمر انطباعا سيئا لدى هؤلاء الذين تعودوا على المشاركة في ملتقيات ونشاطات أسبوعية وشهرية، جعلت من “مكتبة الحامة” مؤسسة ثقافية تصنع الحدث بامتياز. وكان آخر ملتقى احتضنته المكتبة نظم في إطار الطبعة ما قبل الماضية لمعرض الجزائر الدولي للكتاب وعالج موضوع “ثورات الربيع العربي”، وسجل مشاركة كبار الشخصيات السياسية والثقافية من بينهم الدبلوماسي الجزائري المخضرم الأخضر الإبراهيمي.