من المنتظر أن تحمل وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، في أجندة زيارتها إلى المغرب في نوفمبر المقبل، الفرص المتاحة لتطبيع العلاقات بين الجزائر والمغرب، إضافة إلى التحديات الأمنية التي تواجه دول الساحل الإفريقي الواقعة جنوب الصحراء·وستجري هيلاري كلينتون، التي ستزور المغرب في 2 نوفمبر المقبل، رفقة وفد أمريكي هام، من أجل المشاركة في ''منتدى المستقبل''، الذي تستضيفه مراكش مطلع الشهر المقبل، بحضور مندوبين عن مجموعة الدول الثماني ودول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للبحث في قضايا الشراكة والأمن والتحديات الإستراتيجية، محادثات سياسية مع كبار المسؤولين المغاربة، ومن المتوقع بحسب المراقبين أن يستغل المغرب الرغبة الملحة لدى إدارة أوباما ووزيرة خارجيته بلعب الرباط دورا محوريا لتقريب وجهات النظر بين الدول العربية وإسرائيل، في إطار إستراتيجية أمريكية لتسريع عملية تطبيع العلاقات بين الكيان الصهيوني والدول العربية الرافضة لها، لتطلب من واشنطن وقوفها إلى جانب مقترح الحكم الذاتي الموسع الذي طرحته المملكة المغربية كحل وحيد لمشكل الصحراء الغربية من جهة، والضغط على الجزائر لفتح الحدود البرية معها من جهة أخرى· ويضيف المراقبون أن الطرف المغربي مستعد لتقديم خدمات كبيرة لحكومة أوباما بخصوص ملف التطبيع، خاصة وأن الملك المغربي محمد السادس يرأس لجنة القدس المنبثقة عن منظمة المؤتمر الإسلامي، كما أن المخزن سيقدم على تطبيع علاقاته بصفة علنية وعلى أعلى المستويات مع دولة الكيان الصهيوني إذا ما تحقق له ذلك، وهو ما تنتظره حكومة نتنياهو على أحر من الجمر خاصة بعد القرار الموريتاني الأخير بتجميد العلاقات معها، وهو القرار الذي تحدثت غرف الكواليس بأن الجزائر كانت وراء قرار الجنرال ولد عبد العزيز الذي كان يخطب ود الجزائر بعد انقلابه على الرئيس ولد الشيخ عبد الله وخلعه·في السياق ذاته، ستستعرض هيلاري كلينتون تطورات قضية الصحراء الغربية، في أفق استئناف المفاوضات المباشرة بين الأطراف المعنية، وكذلك الوضع الإقليمي في منطقة الشمال الإفريقي، إضافة إلى التحديات الأمنية التي تواجه بلدان الساحل جنوب الصحراء·هذا، وكانت مساعدة نائب كاتب الدولة للدفاع في الولاياتالمتحدة المكلفة بإفريقيا فيكي هودليستون، قد حطت رحالها بالجزائر، حيث تباحثت مع كبار المسؤولين، سبل التعاون العسكري والتكنولوجي بين الجزائروواشنطن، ونقلت هودليستون رغبة بلادها في''إقامة تعاون عسكري متين مع الدول الإفريقية لأنه لا يمكن تحقيق التنمية إلا في جو السلام والأمن''·