كشفت مصادر مسؤولة من القيادة الجهوية الخامسة للدرك الوطني بقسنطينة، عن تسخير سبع سرايا على الشريط الحدودي بشرق البلاد لتعزيز نشاطات مجموعات حرس الحدود للدرك الوطني، موازاة مع استمرار المواجهات بين الجيش التونسي والجماعات الإرهابية المتحصنة بجبل الشعانبي على الحدود مع الجزائر. وأوضح المصدر أن تسخير هذه السرايا يندرج في إطار التدابير الأمنية المتخذة من أجل “حماية حوالي 490 كلم على امتداد حدود الشرق الجزائري ضد أي انتهاك محتمل"، مضيفا أنه تم تسخير وسائل لوجيستيكية وبشرية من طرف الدرك الوطني على الشريط الحدودي من أجل “جعل مداخل الإقليم الوطني في منأى عن أي شكل من أشكال التدخل أو الهجوم". وتابع المصدر تصريحه مؤكدا أن القيادة الجهوية الخامسة للدرك الوطني، أشرفت كذلك على فتح مراكز للشرطة القضائية بمجموعات حرس الحدود “من أجل حماية الاقتصاد الوطني". وتوقع المصدر أن فتح مراكز للشرطة القضائية سيكون له أثر إيجابي على مكافحة التهريب الذي شهد في العام المنصرم تراجعا ملحوظا ب5 بالمائة مقارنة بعام 2011". وتتزامن التدابير المشددة لقوات الدرك الوطني وحرس الحدود مع مخطط المراقبة البرية والجوية للحدود الشرقية إلى غاية العمق التونسي، التي اتخذها الجيش الوطني الشعبي لمنع تسلل الجماعات المسلحة وتهريب أسلحة عبر تونس من ليبيا إلى الجزائر، بالإضافة إلى تسلل عناصر إرهابية، خاصة بعد تحذير تقارير أمنية من تهريب إرهابيين ومحسوبين على السلفية المتشددة كميات من الأسلحة والذخائر من ليبيا إلى الجزائر، عبر تونس. ويتوخى القائمون على الجيش الوطني الشعبي الحصول على تقارير ميدانية حول مدى استجابة الوسائل المسخرة للجانب العملياتي في تسيير مخطط الجيش “المستعجل" لمراقبة الحدود، قياسا بالتطورات في الجبهة الشرقية على الحدود مع تونس. وذكرت المصادر نفسها، أن وزارة الدفاع قدرت ضرورة مراجعة عمل العسكريين عبر الشريط الحدودي ككل، لتفادي “اختلال توازن" الأداء العسكري إثر تحويل عدد كبير من العسكريين، والوسائل اللوجستية في وقت سابق إلى الحدود الجزائرية المالية.من جهة أخرى، يشير متتبعون للتطورات الأمنية بالمنطقة إلى أن جهاديين مقربين من القاعدة يسيطرون على جماعات مسلحة نشيطة حتى داخل بعض المدن التونسية، ويفوق عدد المسلحين في كل كتيبة 300 عنصر، ويعتقد متابعون للوضع الأمني في تونس أنه لا يمكن فصله عما يحدث في ليبيا بأن السلفيين الجهاديين يفضلون الانتظار حاليا لإنشاء قوة كبيرة يمكنها تحقيق التوازن مع مصالح الأمن والجيش التونسي الذي يحصل حاليا على دعم لوجيستي أمريكي وغربي