- الصين كان البلد الوحيد الذي شكره الأفارقة وذكروه بالاسم في قمتهم طرحت مشاركة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في القمة الاستثنائية للاتحاد الإفريقي التي عُقدت بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أسئلة عديدة حول دوافع الحضور الذي وصف ب"المريب" ل،"سيد الإيليزيه"، خصوصا أنها المرة الأولى التي تشارك فيها فرنسا في مثل هذه القمة. وعلقت مصادر دبلوماسية وتقارير إخبارية على خطوة هولاند بالقول إن الرئيس الفرنسي يريد الحصول على مقابل الحرب التي قادتها بلاده في ليبيا ومالي على وجه الخصوص، وذلك في صورة "عرض المساعدات الفرنسية وسبل الاستثمار والتنقيب عن البترول مثلا". ودعت القمة عدا هذا، الأفارقة لمواجهة تحديات القارة المختلفة سياسياً واقتصاديا واجتماعيا وأمنيا، بالتعاون وتكامل القدرات والموارد. وعقدت القمة أمس بمناسبة مرور خمسين سنة على إنشاء منظمة الوحدة الإفريقية، وتناقش عدداً من القضايا، بينها الصراعات في الصومال ومالي والسودان. وحدد رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريم ديسيلين هدفا للقادة المجتمعين، وهو "بناء قارة خالية من الفقر والنزاعات، ينعم فيها مواطنونا بوضع دخل متوسط".ويشارك في القمة قادة نحو 32 دولة، ويكرم في ختامها عدد من القادة الأفارقة، الذين أسهموا في إنشاء المنظمة وإنجاز ما ورد بميثاق تأسيسها عام 1963. ومن جهتها، دعت رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي نكوسازانا دلاميني زوما إلى موقف حازم للقارة الأفريقية لتولي مصيرها بنفسها. وجذبت احتفالات أديس أبابا شخصيات عديدة من العالم أجمع، فيما يتزايد التودد لأفريقيا أكثر فأكثر لما تحتضنه من ثروات طبيعية وإمكانيات اقتصادية. وقد حضرت القمة الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف، إلى جانب كل من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وانضم إليهم لاحقا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. من ناحية أخرى، وكانت الصين -التي تستثمر منذ سنوات بشكل كثيف في أفريقيا- البلد الوحيد الذي تم شكره بالاسم من على منصة الاتحاد الإفريقي، فقد عبر رئيس الوزراء الإثيوبي عن "تقديره العميق للصين لاستثمار المليارات.. من أجل دعم جهودنا في ما يتعلق بالبنى التحتية". وتعيدُ هذه الاحتفالات التاريخية طرح أسئلة بشأن المسار التاريخي الطويل للعمل الإفريقي المشترك، وما رافقه من آمال وتعثّرٍ. فبعد محاولات عديدة لتجميع دول القارة في كيان موحّد، أقر مؤتمر أديس أبابا سنة 1963 ميثاق منظمة الوحدة الأفريقية بعد اجتماع رؤساء ثلاثين دولة مستقلة، ليتمّ الإعلان عن إنشاء هذه المنظمة في ماي من العام نفسه.