مئات البنايات الهشة بحاجة إلى ترميم ومشاريع التنمية الغائب الأكبر تعد بلدية بئر مراد رايس بالعاصمة إحدى أعرق وأقدم البلديات لما تحوزه من مواقع وآثار تظهر حقيقة عراقة هذه البلدية، كأنها تظهر أن حضارة ما مرت من هنا يرد كثير من المؤرخين أن إنشاء هذه الحضارة كان من طرف العثمانيين، إلا أن هذه البلدية العريقة اليوم لا نلمس تطورها بحجم عمرها الحضاري وزخمها الثقافي بل لا تزال تعيش في بداياتها وتفتقر إلى ضروريات الحياة التي أضحت لا تستوعب أي مشاريع تنموية بسبب انعدام العقار وما يقابله من ارتفاع الأحياء الفوضوية. بنايات قديمة بحاجة إلى ترميم والجهات المختصة تدق ناقوس الخطر. سجلت الجهات المعنية بجرد السكنات الهشة والمصنفة في الخانة المتعلقة بالترميم ببلدية بئر مراد رايس، المئات من البنايات التي تتطلب إعادة الترميم خاصة منها الشرفات والأسقف، وذلك من أصل حوالي 1520 بناية على مستوى مختلف بلديات العاصمة، حسب الإحصائيات الأخيرة للمصالح المختصة، التي كانت قد دقت ناقوس الخطر تجاه الأوضاع التي باتت لا تطاق مثل الذي تعيشه بنايات حي لاكونكورد. فبلدية بئر مراد رايس التي تعتبر من أقدم البلديات، من حيث العمران، تعاني مختلف بناياتها القديمة، التي تعود إلى الفترة الاستعمارية والمنتشرة عبر ربوعها، من مشاكل عديدة لا تعد ولا تحصى منها انهيارات الأسقف، خاصة بالطوابق العلوية، إلى جانب حالة الشرفات التي تتطلب إعادة تهيئة، ناهيك عن السلالم والأسطح، مما يدعو إلى التدخل السريع لإعادة تهيئة مما يتطلب ذلك حفاظا على حياة قاطنيها. هذا الأمر الذي يشكل استياء كبيرا لدى المواطنين ودفعهم للمطالبة بحل المشاكل العالقة متهمين الجهات الوصية بالتقصير في وضع حل لهذه البنايات الهشة. أكثر من 500 بيت قصديري ينتظر قاطنوها الترحيل تحصي بلدية بئر مراد رايس ما يفوق 550 بيتا قصديريا موزعا على 5 أحياء فوضوية انتشرت بشكل لافت للانتباه خلال العشرية السوداء بعدما قطنها العديد من المواطنين الفارين من بط الإرهاب إلى العاصمة بحثا عن الأمن والاستقرار، مما جعل هذه العائلات تطالب بترحيلها الى سكنات لائقة تضمن لهم المعيشة الكريمة لتعوض السنين العجاف التي مرت، واصفين ما حدث "بفقدهم أدنى شروط الحياة" رافعين مطلب ترحيلهم الى سكنات لا ئقة في أقرب الآجال كون أن الوضعية المعيشية لهم سيئة وتفتقر إلى أدنى شروط الحياة. كما أن الظروف مواتية للقيام بهذا الإجراء وهذا ما يطرح التساؤل حول تقاعس الجهات المعنية بذلك. وفي هذا السياق أصبحت ظاهرة الآفات الاجتماعية تقلق أرباب العائلات وما ستخلفه من عواقب وخيمة على شباب وأبناء تلك الأحياء التي يأمل هؤلاء في بإدماجهم في عملية الترحيل المبرمجة هذه السنة، حتى تتمكن السلطات من استرجاع المساحات المبنية فوقها تلك السكنات القصديرية لإنجاز مشاريع تنموية تهم المواطن. مشاريع غائبة وأخرى معطلة.. والبلدية تعد بالاستدراك ظلت بلدية بئر مراد رايس طيلة الفترات التي تعاقب عليها المنتخبون المحليون رهينة العديد من المشاريع التنموية التي قابلها انعدام العقار، فلا مساحات شاغرة تمكن من تقليص مطالب السكان ولا عقارات لإنجاز المشاريع. أما تلك المبرمجة منذ سنوات فقد بقيت أشغالها متوقفة لسنوات لأسباب مالية وأخرى مجهولة، شأن قاعة الرياضات بحي لاكونكورد التي انطلقت أشغالها في 2003 غير أنها بقيت رهينة دوافع غير ظاهرة. في السياق نفسها تفيد مصادر ل"البلاد" بأن الجهات المختصة في بئر مراد رايس تعتزم تهيئة حي لاكونكورد الذي يعود الى الفترة الاستعمارية بإنشاء موقف للحافلات للحد من أزمة النقل. كما تعتزم الجهات الوصية إطلاق مشروع المسبح شبه الأولمبي.. وعلى صعيد آخر يذكر المصدر أنه لتقريب الإدارة من المواطن سيتم تعميم خدمة الإعلام الآلي بمصلحة الحالة المدنية مع إعادة الواجهة من جديد. المكتبة الجديدة ستكون حاضرة خلال الصائفة المقبلة بعد الاستغناء عن القديمة التي هي عبارة عن معلم تاريخي وهو مسجد قديم. كما تنوي البلدية إضفاء لمسات خاصة منها تدعيم بعض المناطق العمومية بدورات مياه وإعادة التهيئة الخارجية للبنايات، إيجاد مساحات خضراء ومواقف السيارات، تهيئة الساحة العمومية ومشروع توسعة وتهيئة طريق بئر مراد رايس سيدي يحيى، والأمر نفسه ينطبق على حديقة البلدية.