يشتكي سكان قرى أهل الواد وبلحسنات والمرايل الواقعة في إقليم شرق ولاية بومرداس بالضبط في بلدية تيجلابين من سياسة إقصاء قراهم من مختلف مشاريع التنمية وهذا ما جعلهم يعانون ويتخبطون منذ مدة مشاكل لا تعرف أول ولا آخر حسب تعبير السكان وتعبير صور أكواخهم القديمة التي يعود إلى سنوات الإستعمار فوضعيتهم كارثية، حيث أن أغلب العائلات تعيش في أكواخ من طين أو من الخردوات التي لا تقي لا من حر ولا برد بل الزائر لهذه القرى يتبادر إلى ذهنه أنها مهجورة أو شبه مهجورة وقد تساءل السكان عن سبب إقصائهم من السكنات الاجتماعية بل تم إقصاؤهم حتى الاستفادة من مشروع السكنات الريفية وذلك بالدعم الذي تقدمه الدولة للقاطنين في القرى والمداشر لبناء سكن أو ترميم وذلك -حسبهم-أنهم لا يملكون عقود الملكية لهذه الأراضي التي يقطنون بها وقد ورثوها عن الأجداد منذ الإستعمار دون عقد ولم يتم منحهم العقود التي تثبت ملكيتهم، كما أن إقصاءهم من الدعم الريفي جعلهم يتخلون عن خدمة أراضيهم الفلاحية وذلك لنقص الإمكانيات هذه المشاكل التي أكد بخصوصها السكان أنها لم تضاه تلك التي عانوها في السنوات التسعينات ولا تزال مخلفاتها إلى اليوم بحيث أن هذه القرى كانت تستغلها العناصر الإرهابية كمعاقل لها بحيث تم تفكيك بها عدة كازمات آخرها في سنة 2007 تم تفكيك أكبر كازمة لكتيبة الفتح بمنطقة المرايل والمعروفة بالوضع الأمني المتدني بها بحيث تتخذها العناصر الإرهابية كمعبر لها للوصول إلى غابة مرشيشة بتيجلابين من جهة أخرى يعاني سكان قرى بلحسنات ومرايل وأهل الواد من عدم توفر قراهم على مستوصف خاص بهم مثل باقي القرى بالولاية وهذا ما يشكل عناء لهم خاصة بالنسبة للمرضى الذين يتحملون عناء التنقل إلى المدينة في كل مرة أرادوا فيها وضع الحقن هذا بالنسبة للذين لهم بعض من الحظ بحيث أكد السكان أن أغلبيتهم يستعملون الطرق التقليدية في العلاج بل وحتى في الحالات المستعصية رغم ما يؤثر هذا على حياتهم، حيث أن النساء الحوامل مثلا أغلبيتهم يلدن في البيوت لتجنب عناء التنقل إلى المستشفى وما تستلزمه من مصاريف، هذه المعاناة لم تتلخص في المستوصف بل حتى الأطفال يلقون من المتاعب الكثير وهم يلجأون للتنقل في الحافلات للوصول إلى مقاعد الدراسة وذلك لغياب مدرسة ابتدائية بقريتهم وبالقرى المجاورة وهذا ما أدى بالكثير إلى التخلي عن الدراسة في سن مبكرة باعتبار أن معظم التلاميذ عائلاتهم معوزة ولا تملك القدرة في تغطية المصاريف خاصة وإن تعلق الأمر بمصاريف النقل يوميا هذا إن كان متوفرا باعتبار أن نقص النقل بهذه القرى ينهك يوميا التلاميذ وهم يزدحمون كل صباح على النقل الخاص فيما يلجأ البعض الآخر إلى قطع المسافة مشيا على الأقدام هذا إلى جانب اهتراء الطرق المؤدية إلى وسط المدينة وانعدام قنوات صرف المياه ناهيك عن مشكل البطالة الذي يعانيه السكان بمختلف شرائحهم خاصة الشباب لعدم وجود أي مرافق للعمل كما عبر هؤلاء عن استيائهم من إقصائهم من الاستفادة من محلات تجارية في إطار 100 محل لكل بلدية رغم حاجة القرى هذه إليها وعليه تبقى آمال هؤلاء كبيرة في تغيير وضعهم الاجتماعي وتحسينه فقط للعيش كمواطين عاديين بعيدا عن سياسات التهميش والإقصاء.