كشف المكلف بالإعلام على مستوى وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، سليم بلقسام، أن الجزائر استفادت من تخفيض ''مميز'' لسعر اللقاح المضاد ل ''إتش 1 إن ,''1 حيث قدر ثمن جرعة واحدة منه ب 3.5 اورو، أي ما يعادل 375 دج، في حين بلغت تكلفة وحدة من اللقاح لدى العديد من البلدان قيمة 10 اورو1072.07) دج( للوحدة. واستنادا على تصريحات وزير الصحة، السعيد بركات، فقد قدر الغلاف المالي العام الذي تم رصده لاستيراد لقاح أنفلونزا الخنازير المقدر ب 20 مليون جرعة بلغ حوالي 8 ملايير دينار. إلا أن الأمر المثير لا يكمن في القيمة المالية المخصصة لجلب اللقاح المضاد، وإنما يتمحور حول ''الصفقة'' التي تمكنت فيها وزارة الصحة من الفوز ب''سعر امتيازي'' للجرعة الواحدة من المصل المضاد، تجنب الجزائر خسارة تقدر بحوالي 13 مليار دينار. ووفقا لمعادلة حسابية بسيطة، فان سعر 20 مليون جرعة من اللقاح المضاد سيكلف الجزائر حوالي 21 مليار دينار إذا ما تم احتساب سعر الجرعة الواحدة ب10 أورو، مثل باقي الدول، وهو ما يمكن تأويله حسب ''السعر الامتيازي'' المقدر ب 3.5 اورو، إلى أن صفقات وزارة بركات في استيراد اللقاح قد وفقت في توفير فائدة بحجم 13 مليار دينار! وقد أثار تصريح بلقسام المتعلق بمسألة احتساب جرعة من اللقاح المضاد ب 3.5 أورو للجزائر، دون بقية الدول، العديد من التساؤلات التي ستبقى مبهمة إلى غاية تقديم تفسير مقنع من طرف الوزير المسؤول حول الخلفيات الكامنة وراء تخفيض سعر الجرعة للجزائر دون غيرها من البلدان، وابراز الأبعاد المتحكمة في ''قرارات اختيار سعر وجدة من اللقاح''، فهل امتياز التخفيض جاء نتيجة عدم ثبوت فاعلية المصل، وهو ما يمكن وصفه بالشراء على ''الطريقة الشنوية'' الذي صار معهودا في أسواقنا الشعبية، أم أن الجزائر صارت دولة فقيرة تثير شفقة البلدان الكبرى لتحظى بحسنة افتكاك اقل الأسعار؟ ووسط التذبذبات التي هزت ملف ''إتش 1 إن ,''1 منذ بداية ظهوره بالجزائر، انطلاقا من قضية وصول اللقاح المضاد إلى التعتيم الذي يسود مسالة نجاعته، تظل مخاوف المواطن الجزائري قائمة في ظل ارتفاع حصيلة ضحايا ''وباء القرن'' ، حيث أكد إسماعيل مصباح أمس، خلال الندوة التي نظمتها وزارة الصحة لمناقشة تداعيات الداء القاتل، انه تم تسجيل وفاة شخصين جراء الإصابة بمرض أنفلونزا الخنازير، ويتعلق الأمر بامرأة تبلغ من العمر 34 سنة، ورجل في 60 من عمره، معتبرا أن عدد الإصابات المؤكدة قد ارتفع من 576 إلى 607 حالة. وعن موعد انطلاق عملية التلقيح، اعتبر بلقسام أن ''الأمر مرهون بنتائج الفحوصات التي تجريها المخابر الجزائرية على اللقاح المستورد ولا جديد يذكر في هذا الموضوع''، في حين ذكر من جهة أخرى أن أنصار فريقنا الوطني المقدر عددهم بحوالي 3 آلاف مشجع، سيخضعون لعملية التلقيح ضد أنفلونزا الخنازير قبل تنقلهم وذلك في إطار منظم إلى أنغولا لمتابعة نهائيات كأس إفريقيا في 10 من الشهر القادم.فهل يمكن القول إذن أن عمليات التلقيح ستنطلق قبل 10 من جانفي المقبل.