علمت ''البلاد'' من مصادر مطلعة أن القائمين على جائزة الهاشمي سعيداني للرواية قرروا إلغاء دورة 2009 بسبب ضعف التمويل وغياب الراعي الأساسي لها الروائي الطاهر وطار الذي يتواجد بالعاصمة الفرنسية باريس في إطار رحلة علاجية. يأتي قرار إلغاء الجائزة في دورتها الثانية لهذا العام، بعد تأكد لجنة التحكيم والقائمين عليها من استحالة دفع مبلغ الجائزة والمقدر ب 20 مليون سنتيم للفائز من مجموع سبعة مرشحين. كما أن القرار وفق مصادرنا، يأتي أيضا على خلفية المشاكل التي تعانيها الجائزة في ظل غياب مؤسسها والراعي الوحيد لها الذي توج قبل يومين بجائزة ''العويس الثقافية'' التي تبلغ قيمتها 120 ألف دولار، إضافة إلى غياب أي مصادر أخرى لتمويل الجائزة. وحاولت ''البلاد'' طوال مساء أمس الاتصال بالروائي الطاهر وطار لأخذ تعليقه حول الأمر، إلا أنها لم تتمكن من ذلك. وكان من المقرر أن تسلم ''الهاشمي سعيداني'' لأحد الروائيين السبعة المترشحين شهر جويلية الماضي إلا أن الأمر لم يتحقق بالنظر إلى الظروف الصعبة التي تمر بها جمعية ''الجاحظية'' في غياب مؤسسها الطاهر وطار وضعف المشاركة هذا العام إلى جانب عدم تمكن الجمعية من الحصول على دعم من الوصاية ممثلة في وزارة الثقافة. من جهة أخرى، لم يتمكن أعضاء لجنة تحكيم الجائزة البالغ عددهم خمسة، من بينهم أستاذ الأدب العربي بجامعة الجزائر أحمد منور، من الحسم في تحديد اسم الرواية الفائزة من بين الروايات السبع المرشحة للدورة الثانية للجائزة هذا العام، والتي كان يفترض إعلان الفائزة منها شهر جويلية الماضي، غير أنه تقرر تأجيل الحسم لأجل غير مسمى بالنظر إلى عدم تلقي القائمين على الجائزة ''عددا كافيا'' من الأعمال المرشحة وضعف المشاركة وعدم الإقبال على دورة 2009 بالمقارنة مع دورة العام الماضي التي شاركت فيها تسع روايات منها ''المقبرة البيضاء'' لأحمد زغب و''حي البنات'' لأحمد سباعي و''عاشق النور'' لسعيد الهاشمي و''حياة للغير'' لأحمد علوط. وتبلغ القيمة المالية لجائزة الهاشمي سعيداني 20 مليون سنتيم، في حين تشترط لجنة التحكيم في الأعمال المرشحة، ألا يتجاوز سن صاحبها الثلاثين سنة، وهو السقف الذي يرى فيه مؤسس الجائزة الطاهر وطار، تشجيعا للأجيال الصاعدة، كما أن صاحب ''اللاز'' عبر في أكثر من مرة أنه لم يرد أن تكون ''الهاشمي سعيداني'' جائزة احترافية على غرار الجوائز العربية والعالمية المعروفة، بل جائزة موجة للكتاب الناشئين. وعادت الجائزة في دورتها الأولى للعام الماضي، إلى الكاتب الجزائري سعيد الهاشمي عن روايته ''عاشق النور''، وتعود فكرة تأسيسها إلى فوز الطاهر وطار بجائزة الشارقة، أين تحصل على مبلغ 25 ألف دولار. ويقول الروائي إنه أعجب بطريقة تفكير المشارقة ونظرتهم إلى الجوائز الأدبية ولهذا ''قررت إنشاء جائزة أدبية جزائرية باسمي''، غير أن وطار أطلق الجائزة باسم آخر هو الراحل الهاشمي سعيداني الذي يقول عنه صاحب ''الزنجية والضابط'' إنه كان رمزا للمثقفين الجزائريين المعربين المهمشين، وخصص وطار 75 ألف دينار للجنة التحكيم و20 ألف دينار للجائزة.