علمت ''البلاد'' من مصادر مطلعة أن لجنة تحكيم جائزة الهاشمي سعيداني للرواية الجزائرية لم تتمكن لحد الآن من الفصل في اسم المرشح الفائز رغم أن الموعد المحدد للإعلان عن الرواية المتوجة تأخر لأكثر من خمسة أشهر كاملة. تشير مصادر ''البلاد'' إلى أن أعضاء لجنة التحكيم البالغ عددهم خمسة، من بينهم أستاذ الأدب العربي بجامعة الجزائر أحمد منور، لم يستقروا إلى غاية كتابة هذه الأسطر، على اسم الرواية الفائزة في جائزة الهاشمي سعيداني التي يرعاها رئيس جمعية ''الجاحظية'' الطاهر وطار. وترشحت للدورة الثانية للجائزة هذا العام، سبع روايات كان مقررا أن يعلن عن اسم الفائزة منها شهر جويلية الماضي، غير أنه تقرر، حسب مصادرنا، تأجيل الحسم إلى أجل غير مسمى بالنظر إلى عدم تلقي القائمين على الجائزة ''عددا كافيا'' من الأعمال المرشحة وضعف المشاركة وعدم الإقبال على دورة 2009 بالمقارنة مع دورة العام الماضي التي شاركت فيها تسع روايات منها ''المقبرة البيضاء'' لأحمد زغب و''حي البنات'' لأحمد سباعي و''عاشق النور'' لسعيد الهاشمي و''حياة للغير'' لأحمد علوط. وفسرت بعض الأوساط الأدبية ضعف الإقبال هذا العام من باب أن الجائزة ''لا تزال فتية ولم تنل الترويج الإعلامي اللازم لها''. وتبلغ القيمة المالية لجائزة الهاشمي سعيداني 20 ألف دينار، في حين تشترط لجنة التحكيم في الأعمال المرشحة، ألا يتجاوز سن صاحبها الثلاثين سنة، وهو السقف الذي يرى فيه مؤسس الجائزة الطاهر وطار، تشجيعا للأجيال الصاعدة، كما أن صاحب ''اللاز'' عبر في أكثر من مرة أنه لم يرد أن تكون الهاشمي سعيداني جائزة احترافية على غرار الجوائز العربية والعالمية المعروفة، بل جائزة موجة للكتاب الناشئين. وعادت الجائزة في دورتها الأولى للعام الماضي، إلى الكاتب الجزائري سعيد الهاشمي عن روايته ''عاشق النور''، وتعود فكرة تأسيسها إلى فوز الطاهر وطار بجائزة الشارقة، أين تحصل على مبلغ 25 ألف دولار. ويقول الروائي الذي يتواجد حاليا في باريس في إطار رحلة علاجية، إنه أعجب بطريقة تفكير المشارقة ونظرتهم إلى الجوائز الأدبية ولهذا ''قررت إنشاء جائزة أدبية جزائرية باسمي''. غير أن وطار أطلق الجائزة باسم آخر هو الراحل الهاشمي سعيداني الذي يقول عنه صاحب ''الزنجية والضابط'' إنه كان رمزا للمثقفين الجزائريين المعربين المهمشين وخصص وطار 75 ألف دينار للجنة التحكيم و20 ألف دينار للجائزة. يذكر أن القاص الهاشمي سعيداني الذي ارتبطت الجائزة باسمه، من مواليد 1948 بباتنة، وعمل مترجما ومديرا لدار الثقافة بباتنة، وله أعمال منشورة في الصحف باللغتين العربية والفرنسية، ومن مؤلفاته ''عملاق قسنطينة''، ''المضطهدون''، ''العطر المسكر''، ''الحاجز''، ''المتسللة''، ''النظارة المكسورة'' و''أسرار بنات''.