كشفت راقصة تم إلقاء القبض عليها بمتاريس في تيبازة عن حقائق خطيرة عن التعامل مع الجماعات الإرهابية النشطة في ضواحي بوروبة وباش جراح والكاليتوس خلال سنوات التسعينيات، وكيف أنها كانت تعتبر عاملا أساسيا في نقل السلاح قبل وبعد عمليات الاغتيال والإسعافات الأولية التي كانت تقوم بها رفقة مجموعة من النساء اللواتي انخرطن في الجماعة لمعالجة الإرهابيين. وتحدثت عن الاجتماعات التي كانت تنظم في منزل والدتها وعن عمليات الترصد لأعوان الأمن والمواطنين المستهدفين من طرف العناصر الإرهابية، وكيف انتقلت مهامها من الطهي والطبخ إلى جمع الأموال من التجار تحت طائلة التهديد. المتهمة المسماة (خ.س) ذكرت بالتفصيل أسماء الجماعة التي كانت تنضوي تحتها ومنهم رئيس سابق لمصلحة التحصيل بمؤسسة وطنية للتنظيف، وهو المدعو (ح.ر) التي تمت أمس متابعته من طرف محكمة الجنايات، بعد أن صدر حكم غيابي ضده، في الوقت الذي تم فيها إعفاء بعض الأسماء من التهمة الموجهة إليهم وتحولهم إلى شهود وأدانت البعض الآخر في قضايا مماثلة، بينما لقي بعض المتهمين حذفهم سنوات التسعينيات. وجاء في قرار الإحالة أن مصالح الأمن الوطني بتيبازة، تمكنت من إلقاء القبض على المدعوة (خ.س) وهي راقصة بمركب متاريس كانت محل بحث في قضايا إرهابية كونها عضوة نشطة في الجماعات الإرهابية الناشطة بمنطقة بوروبة بالعاصمة سنوات التسعينيات، وأن المتهم اعترفت فور إلقاء القبض عليها بالتهم الموجهة إليها، وذكرت أنها انضمت إلى الإرهابيين سنة 1994 بطلب من أخيها الإرهابي المدعو رابح الذي قضي عليه سنة .1997 وتمثل دورها في المرحلة الأولى في الطهي والغسل بمنزلها الكائن ببوروبة، قبل أن تمتد نشاطاتها إلى تقديم الإسعافات الأولية للعناصر الإرهابية المصابة في الاشتباكات، إلى جانب طبيب الجماعة وهو المدعو (س.ع). وأضاف أن عملها تطور فيما بعد حيث أصبح أمير الجماعة يكلفها بنقل السلاح قبل وبعد عمليات الاغتيال إلى الإرهابيين، حتى لا يتم كشفهم مستغلا كونها امرأة لا تلفت الشبهات، حيث أقرت بأنها نقلت عدة مرات الأسلحة إلى الإرهابيين، منهم طبيب الجماعة، حيث نقلت إليه سلاح من نوع ابيةب حيث نفذ به عملية اغتيال حارس بلدي بالقرب من وادي الحراش، وأنها عادت بعد العملية واسترجعت السلاح الذي خبأه الإرهابي في إحدى أحراش واد الحراش. كما أضافت أن الاجتماعات الخطيرة للإرهابيين كانت تتم بمنزلها وأنها قامت عدة مرات بعمليات ترصد لأعوان الأمن والمواطنين المستهدفين من طرف الإرهابيين، وأن المجموعة قامت بعدة تفجيرات عن طريق القنابل التقليدية وعدة اغتيالات متسلسلة في تلك الفترة. المعنية بالأمر لم تتوقف عن هذه النشاطات بل كلفت من قبل أمير الجماعة بجمع الأموال من التجار تحت طائلة التهديد لصالح الإرهابيين، كما ذكرت عدة أسماء لنسوة انخرطن في المجموعة منهن من كانت تقوم بالطهي والغسل، ومنهن من تم انخراطها في الجماعة عنوة، مثل المدعوة نادية التي تم اختطافها وتزويجها عنوة من المدعو أبو زوبير وأنها قدمت استقالتها بمحكمة الحراس بطلب من الإرهابيين، إلا أنها عادت الى منزلها بعد القضاء على الإرهابي من طرف مصالح الأمن ورفضت التبليغ عنهم خوفا من اغتيالها. وذكرت مشاركة عدة متهمين في عملية حرق المجمع الكهربائي بحي ديصولي بالحراش وتخريب مجمع المياه ببوروبة. الراقصة ذكرت أيضا أمام مصالح الضبطية القضائية أن من أهم العناصر التي كانت ترأس الجماعة آنذاك المدعو أبو زكرياء والمتهم في قضية الحال المسمى (ح.ر) الذي كان متواجدا في حالة فرار، المتهم أنكر جملة وتفصيلا الاتهام الموجه إليه، مؤكدا أنه كان رئيس مصلحة بمؤسسة وطنية لعدة سنوات قبل أن يحال على التقاعد، ولم يسبق أن انخرط في أي تنظيم إرهابي إلا أن ممثل الحق العام اعتبر التهمة ثابتة والتمس ضده عقوبة 12 سنة سجنا نافذا، قبل أن تقر محكمة الجنايات بإدانته.