قدّر وزير الداخلية المغربي شكيب بن موسى، مساحة الأراضي المزروعة بمخدر القنب الهندي ب 50 ألف هكتار، بعد أن كانت تبلغ، حسبه، 60 ألف هكتار في العام الماضي، و 135 ألف هكتار قبل سنوات.وجاءت هذه التأكيدات، التي نقلتها وسائل إعلام مغربية، يوم أمس، غداة انفجار فضيحة اكتشاف شبكة للاتجار بالمخدرات، يقوم بتسييرها مسؤولون أمنيون وعسكريون مغاربة، من بينهم مدير أمن القصور الملكية، بعد أن باشر القضاء المغربي نهاية شهر جانفي الماضي، التحقيق مع عناصر هذه الشبكة الدولية المختصة في المتاجرة بالمخدرات، والتي بلغ عدد أفرادها 81 شخصا، بينهم 29 من أفراد البحرية الملكية و17 متابعا من أفراد الأمن، و15 متابعا من القوات المساعدة وأظهرت التحقيقات، أن الشبكة الدولية المختصة في المتاجرة بالمخدرات، تنطلق من مدينة الناظور المغربية في اتجاه بلدان أوربية، منها إسبانيا، هولندا وبلجيكا، وتتشكل من خليط من التجار، أغلبهم ضباط عاملون، لهم مراكز قوية في مختلف المواقع والإدارات الأمنية في المملكة، حيث تم توقيف 29 فردا من أفراد البحرية الملكية، و17 فردا من مصالح الأمن، إلى جانب 15 آخرين من القوات المساعدة التي تعد أحد فروع قوات الأمن الداخلي بالمملكة. وكانت قوات الأمن المغربية، قد اعتقلت أحد كبار مهربي المخدرات بالمغرب، بتاريخ 11 جانفي الجاري، بناء على أمر من النيابة العامة، وهو الدليل الذي قاد إلى الكشف عن خيوط هذه القضية المعقدة التي جاءت في أعقاب قضية مشابهة، أدانت فيها السلطات المغربية مسؤولين أمنيين وسياسيين، متورطين في تجارة المخدرات، حيث تمت إحالتهم على السجن، ومن أبرزهم مدير أمن القصور الملكية عبد العزيز إيزو. كما أظهرت التحقيقات، أن الشبكة قد تمكنت خلال السنوات الأخيرة، من ''تصدير'' أزيد من 30 طنا من مخدر القنب الهندي، نحو دول أوروبية، على رأسها هولندا، وبلجيكا.وكانت الشبكة تنشط على مستوى منطقة الناظور شمال المغرب.وتتخذ من شواطئها المطلة على البحر المتوسط، نقاطا للانطلاق بشحنات الحشيش، التي تنقل على متن قوارب مطاطية قوية، لتصل إلى الساحل الجنوبي لإسبانيا، حيث يكون بانتظارهم مهربون، تتمثل مهمتهم في نقل الشحنات إلى هولندا وبلجيكا. تجدر الإشارة، إلى أن منطقة الريف الواقعة شمال المغرب، تنتج لوحدها أزيد من 47 ألف طن من الحشيش سنويا، بقيمة تبلغ 214 مليار دولار، وهذا حسب تقرير مغربي رسمي، أشار كذلك إلى أن زراعة المخدرات، تشغل ستة بالمائة من المزارعين المغاربة.