انتقد فاتح ربيعي، الأمين العام لحركة النهضة، عجز البرلمان الجزائري عن تجريم الاستعمار الفرنسي تزامنا مع تجريم فرنسا الرسمية والسياسية للثورة ونضالات الجزائريين، في إشارة إلى الحملة التي شنت على فيلم رشيد بوشارب ''الخارجون على القانون''. وواصل فاتح ربيعي خلال افتتاحه أمس، لقاء مجلس الشورى الولائي للنهضة، استنكاره لإحكام الثقافة الفرنسية قبضتها على الجزائر. مصرحا بأن الجزائر لم تحقق استقلالها الثقافي، مشيرا في هذا السياق إلى أن اللغة الفرنسية أضحت اللغة الرسمية في الجزائر ولغة الإدارة والتعامل الاقتصادي في ظل مواصلة تجميد قانون تعميم اللغة العربية، يقول الأمين العام لحركة النهضة . وعرج ربيعي في معرض حديثه على واقع المنظومة التعليمية في الجزائر، واصفا إياها ب ''الكارثية''، ودعا في هذا الشأن إلى ''أخلقتها'' من خلال تكثيف ساعات تدريس التربية الإسلامية مع تعميمها لجميع الأطوار بما في ذلك المرحلة الجامعية. كما دعا فاتح ربيعي وهو يتحدث عن الطلبة، إلى الاهتمام أكثر بهذه الشريعة من النخبة الجزائرية، مستنكرا الفارق الكبير بين واقع طلبة تركوا مقاعد الدراسة للالتحاق بالثورة وبين طلبة يغادرون مقاعد الدراسة ليلقوا بأنفسهم في البحر بحثا عن ''الجنة المفقودة ''، في إشارة إلى مأساة الحراقة. لينتقل إلى دعوة المسؤولين الجزائريين للتفكير بجدية في المشاكل التي تتخبط فيها الجزائر كالارتباط بريع البترول والتبعية للاقتصاد الغربي. كما انتقد ربيعي غلق المجال السياسي والإعلامي والنقابي، مؤكدا انتفاء جدوى ذلك. ودعا في هذا الشأن إلى إنصاف العامل الجزائري في كافة المجالات واستنكر اللجوء إلى العدالة كخيار لتكميم أفواه المضربين، ليخلص إلى أن السلطة في الجزائر تعمل على تيئيس الجزائريين في كل المجالات قبل أن يختم مداخلته بالتأكيد على أن القوى الحية التي تزخر بها الجزائر، بمقدورها استنهاض الهمم.